لا شيء أسوأ من «تأجير العقل»، والعيش بلا «فكر وبصيرة»!
***
وليس هناك.. ثقة أكبر من ثقتنا بخالقنا عز وجل، وحجم إيماننا العظيم به.
ومع ذلك يأمرنا بـ«التفكر والتدبر»!
***
ولو نقوم بتأصيل كل «مشكلة»، ونتتبعها جيدًا، سنجد أن السبب الرئيسي لكل «مشكلة، وضياع، وانحراف، وتطرف» هو «تأجير العقل للغير»، وإلغاء «تلك الحاسة العظيمة التي رزق الله بها الإنسان، وميزه بها عن سائر خلقه.
***
من يعطل «عقله» ويكتفي بعقل غيره هو إنسان متردد، وضعيف، لا يستطيع من تلقاء «عقله» ونفسه أن يقرر.. أو يعطي الرأي.. والانطباع الذي يعبّر عن شخصيته، وحريته؛ لذلك هو يسير باتجاه البوصلة التي اختارها لنفسه، أو اختارها الأغلبية نيابة عنه!
***
مَن يتدبر، ويتفكر، هو إنسان نموذجي، متحرر من «أغلال شياطين الجن والإنس»، و«مظاهر العبودية» كافة؛ فلقد شرط الله «الحرية» بالإنسان لعبوديته وطاعته.
***
كل شيء عظيم من حولنا يدعونا للحرية، وليست «الحرية» التي تقود لـ«الدمار والفوضى والشتات» و«الذل» و«الذنوب» و«الآثام».. فهذه أول نتائجها «وأد وقتل كل المعاني الحقيقية للحرية»!
***
مؤجر العقل لا يستطيع أن يتفاعل بشكل طبيعي وتلقائي تجاه أي حدث إيجابي أو جميل وسعيد؛ لأن مشاعره أسيرة للآخر دون أن يعلم أو يشعر بذلك!
لذا لا تحاول «إقناعه»؛ فهو لا يمتلك «القناعة» التي يمتلكها «من يتحسسون عقولهم» بتدبرهم، وتفكيرهم.
***
تأجير العقل يؤدي إلى «خموله»، وتراجع نشاطه الذهني، وقد يموت «إكلينيكيًّا» بالحالات المتقدمة، ويكون لديه قابلية وشهوة كبيرة لـ«العنف» و«التطرف» نتيجة خلوه من «العاطفة البشرية».
***
ها هي «المنظمات الإرهابية» كـ«داعش» و«مليشيا الحوثي» تقوم باستثمار مثل هذه الحالات التي تجد بداخلها «الوعاء المناسب» لحشو معتقداتهم الشيطانية ومؤامرتهم الدنيئة!
ولو تسأل أحد جنود هذه المليشيا الإيرانية عن سر حماسه، وعقيدته العسكرية التي تحركه لمهاجمة حدودنا بالجنوب، رغم أن وطننا ودولتنا هي دولة الإسلام ومهد الرسالة، وفيها أطهر بقاع الأرض،
لقال لك: «نحارب إسرائيل» و«الدواعش»!
هذا لا تستطيع إقناعه أبدًا؛ لأنه «وصل لمرحلة خطيرة جدًّا»، توقف من خلالها عقله «إكلينيكيًّا»!
فهو كـ«الدمية» التي تسير، ولا تعلم أين تسير!!
وبالطبع.. مثل هؤلاء نعلم أنهم مؤجرون عقولهم مع الوعد بالتمليك بالجنة!
***
كثيرة الأمثلة والمواضع التي ينبغي فيها استدعاء عقولنا، منها: مدى ما يصلنا من رسائل عبر الواتساب، فيها قصص وأحداث مروعة، وتحليلات طبية وأمنية واجتماعية مؤثرة، أغلبها تزرع الرعب، وتورث الشكوك، وببعض الأحيان بين دفتيها «تأليب وتجييش للرأي العام بطرق غير مباشرة»!
لو (أمسكنا) بكل رسالة من هذا القبيل، وأدخلناها بـ(عقولنا)، لما قبلتها العقول والألباب، ولو فكرنا بها جيدًا بشكل علمي ومنهجي لكانت مجرد (دجل وخزعبلات)!!
***
لذلك لا تقبل ولا تصدق أي شيء لمجرد انتشاره،
وكل ما تسمعه وتقرؤه.. اترك لعقلك الواعي تحليله، وتقييم مصداقيته وجودته بكل هدوء وعقلانية!
***
لا تكن «عاطفيًّا» عندما يطلب منك استدعاء «عاطفتك ومشاعرك»..
ولا تجعل عواطفك «أسيرة» لغيرك!
يحركها متى شاء، وكيفما شاء!
***
(همسة أخيرة):
أي شيء لم يحظَ بتصريح واعتراف رسمي يُعتبر «إشاعة» مهما ذاع صيته، واتسعت «دائرة آفاقه».. فالعقول الراشدة تملي علينا جميعًا أن نتعامل «بتدبر وتفكر».
ولا داعي لتأجير «العقول والألباب» لمن لا نعلم حقيقته؛ فلقد أمرنا خالقنا تبارك وتعالى بأن لا نقفو ما ليس لنا به علم!