فهد بن جليد
السمنة ليست الخطر الوحيد الذي يجب أن تخشاه عند الإكثار من تناول السكريات والحلوى بشراهة؛ مناعة الجسم هي الأخرى مهددة بالانخفاض لمدة تصل لـ 5 ساعات في اليوم. هذه المعلومة غير المريحة يقل انتباه من يعشقون تناول الشوكولا والسكريات لها نتيجة الإعلانات المضللة التي تُخفي هذا النوع من الأخطار، وتذهب بنا دومًا لقضية السمنة كخطر وحيد يمكن التعامل معه، والتغلب عليه بحذر. العتب هنا يقع على الجهات الصحية التي لا تشير إلى مثل هذه الآثار، ولا تبرزها للمستهلكين بشكل مبسط وسهل لرفع ثقافتهم الغذائية. الأمر لا يخص الحلويات وحدها؛ الأغذية المعلبة هي الأخرى تهدد جهاز المناعة في الجسم، بحسب دراسة أجرتها جامعة ميتشغان، توصل فيها الباحثون لخطر مركبات كيميائية، يرمز لها بـ Or BPA - Bisphenol A. لا يمكن أن يعرف المستهلك رموز هذه المركبات التي يجب فك شفرتها العلمية من أشخاص متخصصين، وتبسيطها لنا، والتأكد من خلو أسواقنا منها. وهنا لا أقلل من جهود هيئة الغذاء والدواء وغيرها بقدر ما ننتظر منهم جهدًا أكثر لتوضيح المسألة.
الممارسات الغذائية لا يمكن أن تسيطر عليها الجهات التنظيمية والرقابية وحدها طوال الوقت.. رفع ثقافة وكفاءة المستهلك بالرسائل الإعلامية التوعوية الجاذبة والقصيرة والمباشرة سيضمن لنا الاختيار الصحيح من بين الظواهر الغذائية المزعجة. المجلة الأمريكية للتغذية السريرية كشفت مؤخرًا عن وفاة 236 شخصًا بسبب تناولهم المستمر البطاطا والأغذية المقلية بالزيت التي تحتوي على مادة «الأكريلاميد» المسببة لخطر الوفاة المبكرة. قليلون منا يعيرون أهمية لكيفية القلي في مطاعم الوجبات السريعة ذات (الخمس نجوم) أو العالمية في شوارعنا. لا نشاهد غالبًا كيف يتم إعداد هذه الوجبات في غرف ومساحات خلفية، أو حتى عند الطلب بالسيارة. الأمر يتطلب إعادة تشكيل منظومة مطاعم الوجبات السريعة تحديدًا؛ لتصبح تحت أنظار المستهلكين طوال الوقت. ويمكن تفعيل ذلك بوضع إرشادات وضوابط قلي الطعام، وخطوات تغيير الزيت الملزمة في أماكن واضحة؛ ليراقب المستهلك عملية التحضير بنفسه، ويكون عين الحماية الأولى.
صحة الناس على المحك ما لم يتم الانتباه لمثل هذه الأخطار والحذر منها. الخطوة لن تكلف الجهات الرقابية سوى فتح نافذة للمستهلك لإشراكه في عملية الرقابة. هذا هو السبيل الوحيد حال عجزنا عن تفعيل مقترح ربط جهات الرقابة إلكترونيًّا بالمطاعم عبر شبكات تلفزيونية، يسهل معها كشف ما يحدث بداخلها بشكل فوري.
وعلى دروب الخير نلتقي.