د.عبدالعزيز الجار الله
قبلت بلادنا التحدي -بإذن الله- من وقت مبكّر من تاريخنا: تحدي التخطيط والتنظيم والبيئات القاسية والصعبة والظروف السياسية المتقلبة التي تحاول الدول الإقليمية فرضها علينا، مثل إيران التي عملت بالسر والعلن على خلق مشكلات للسعودية والخليج.
موسم الحج من التحدي الذي قبلته السعودية في الزمن المبكر الذي كانت ميزانيات الدولة شحيحة والصادرات قليلة والدخولات منخفضة وموارد الداخل لا تُذكر، ورغم هذه الظروف الصعبة عملت الدولة على جعل الحج ميسرًا، وشهد بذلك الكتابات التي أرَّخت لهذه المرحلة من كتاب الداخل والخارج، وفي سنوات الدورات الاقتصادية التي عاشتها بلادنا في منتصف السبعينات الميلادية، وأوائل الألفية الثالثة أي خلال الخمسين سنة الماضي تمكنت الدولة من إيجاد بنية تحتية قوية أدت إلى نجاح مواسم الحج رغم خطوات الخصوم المقلقة والتي تتصدرها إيران وقطر.
الآن ندخل مرحلة ودورة جديدة من أعمال الحج في زيادة عدد الحجاج وتحول الطقس من الخريف إلى الصيف اللاهب لحوالي (9) سنوات، وفتح باب العمرة والزيارة للداخل والخارج طوال العام، وهذا يتطلب استعدادات مبكرة وجهود مضاعفة من الدولة ومؤسسات الحج والطوافة، والقطاع الخاص المعني بالحج.
التفويج الذي تتبعه لجان الحج في موسم الخريف والشتاء يختلف تمامًا عن تفويج الصيف، كما أن الطاقة الاستيعابية لقطار المشاعر وبعد تجارب السنوات الأخيرة قد كشفت إمكانات القطار، حيث أصبحت الحاجة إلى زيادة استيعاب الركاب، وزيادة السرعة، ورحلات التنقل، والتفكير بتقليل من ساعات المشي التي يقطعها حاج الداخل.
وهنا عودة إلى إعادة النظر في مؤسسات طوافة الداخل في منحهم مزيد من التسهيلات الجديدة تساعدهم على تقديم خدمة ترضى عنها الدولة التي ضخت الملايين لبناء وعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر.