عبد العزيز بن علي الدغيثر
«بصراحة» لم يكن أمراً مفاجئاً بالنسبة لي عندما خسر فريق الاتحاد لقاء السوبر من أمام الهلال السبت الماضي نظراً لأن القائد الفني للفريق هو رامون دياز، والذي سبق أن أبعده الهلال بعد أن سجل أكثر من علامة استفهام على عمله وتدخل ابنه وتخبطه وضياعه في اللقاءات الكبيرة والنهائية، وأكبر دليل مباراة النهائي الآسيوي أمام أوراوا الياباني الذي لم يكن نداً للهلال، ولكن انتصر وانتزع البطولة من الفريق السعودي لأن مدربه دياز وليس لعامل الغيابات أو الإصابات كما حاول البعض التبرير وتمريرها على من لا يفقه فنياً، فدياز مدرب أشبه بمدرب اللياقة والإحماء، فهو يحرص كثيراً على التدريب المستمر ورفع المعدل اللياقي ومستوى وقوة التحمل للاعبين، ولكن فنياً وداخل المستطيل الأخضر يخونه التقدير وقراءة المنافس والتبديلات غير الموفقة غالباً، ولن أعود للماضي كثيراً وليكن التقييم من خلال اللقاء الأخير مع فريقه الجديد الاتحاد، والذي خسر أول لقاء له وكأول بطولة هي مباراة واحدة كانت فرصة لإثبات وجوده من أمام فريقه السابق، وإثبات أن الاستغناء عنه كان قراراً خاطئاً من الهلاليين، ولكن حدث العكس، وأثبت من خلال اللقاء أن الهلال كان محقاً في إبعاده، وإلا لاستمرت الخسائر والابتعاد عن البطولات، فدياز في اللقاء الأخير لم يستطع توليف مجموعة تقدم ولو جزء بسيط من أبجديات كرة القدم، رغم أن إدارة النادي قد عملت على إحلال عناصر كبيرة ومتميزة، وأحضرت مجموعة من المحترفين المعروفين والمميزين بالأداء الفني العالي فالإنسجام والتفاهم وترابط الخطوط كان معدوماً نهائياً رغم إقامة المعسكر الخارجي من وقت مبكر والتحضير من خلال اللقاءات الودية التي طلبها دياز، إلا أن الفريق ظهر بمستوى وأداء بصورة عشوائية وبطريقة طبقها والحقها من خلال الكرات الهوائية ولم أشاهد هجمة واحدة منظمة وكل ما تم تقديمه كان باجتهادات ذاتية من اللاعبين، معتمدين على مهارتهم ومواهبهم الشخصية، وأكبر دليل على ما سبق ذكره هو عدم ترابط الخطوط وتنظيمها، حيث اتضح عدم وجود أي تنظيم لأي خط أو العمود الفقري للفريق، خاصة التنظيم الدفاعي ومنطقة الارتكاز الأهم وصناعة اللعب والتمركز الهجومي وارتداد الكرة لملعب الفريق.
باختصار كانت الفوضى والعشوائية الأبرز في جميع خطوط فريق الاتحاد، وللأمانة والتاريخ أقول إن فريق الاتحاد الموسم الماضي الذي كان يعج بالمشكلات والحرمان من التسجيل وكل ما واجهه من صعاب هو أفضل بكثير من فريق الاتحاد الحالي، وقد يكون للجهاز الفني دور في مستوى التراجع، وكل الخوف أن يندم الاتحاديون على مدربهم السابق ويعضون أصابع الندم على التعاقد مع مدرب تم إبعاده من المنافس لقناعته أنه ليس بمدرب بطولات أو لقاءات كبيرة فعندما تحضر ساعة الحسم يغرق في شبر ماء، وهذا ما هو واضح من بداية المشوار.
نقاط للتأمل
- مبروك للهلال بطولة السوبر السعودية 2018 والذي حققها كبداية البطولات، ورغم أن الفوز كان ضعيفاً وكان بإمكان الهلال تقديم الأفضل نتيجة ومستوى عطفاً على ضياع وتوهان منافسة الاتحاد بمباركة مدربه إلا أن الأهم قد حققه، وهو الحصول على البطولة كاحتفاء بنجومه الجدد وتكريم للاعبيه القدامى، ولكن مطلوب من الهلال والهلاليين أكثر، فالمنافسة هذا الموسم ستكون شرسة وقوية إلى درجة مرتفعة ناهيك عن البطولة الآسيوية المهمة والبطولة العربية التي تعتبر مطلباً لكل الأندية العربية وتحديداً السعودية.
- يقيم نادي النصر اليوم الجمعة حفلاً جماهيرياً لتقديم لاعبيه المنضمين حديثاً للفريق على ملعب الأمير عبدالرحمن بن سعود بمقر النادي، ويأتي على رأس اللاعبين المنضمين النيجيري أحمد موسى والمغربي نور الدين مرابط والبيروفي راموس والاسترالي براد جونز والبرازيلي بيتروس، وبالتأكيد ستكون الجماهير النصراوية الأكثر سعادة، وهي تشاهد نجوم فرقها الجدد الذين سيكونون علامة فارقة في دوري النجوم.
- تضاربت الأنباء كثيراً حول اللاعبين الذين يجب على إدارة الهلال الاستغناء عنهم ليتم إحلال لاعب ارتكاز ومهاجم بدلاً منهما، وكانت المؤشرات تدل على الاستغناء عن اللاعب ريفاس، إلا أن هدف السوبر قد أنقذه، وتتجه الأسهم إلى إعارة اللاعب المغربي بن شرقي، والذي خذل الهلاليين ولم يقدم ما هو متوقع منه، ويبقى لاعب واحد كذلك يجب أن يغادر، وأتوقع أن السوري خربين سيكون من المغادرين لأن وجوده في دكة البدلاء أصبح أكثر من تواجده في الملعب وتقديم أي مستوى يشفع له بالاستمرار.
- قدم أبطال الاحتياجات الخاصة للوطن (عيدية) مميزة وعالمية للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز سعودي مشرف وغير مسبوق، وجعل جميع العالم تتحدث عنه وعبارات الشكر لا تفيهم حقهم لأن ما حققوه من إنجاز يعتبر غير مسبوق فمبروك للوطن قيادةً وشعباً وللمدرب المتميز الزميل عبدالعزيز الخالد الذي دون اسمه بماء من ذهب والتهنئة موصولة لجميع الأجهزة الفنية والإدارية السعودية للمنتخب، وهذا عمل في النهاية غير مستغرب من أبناء الوطن الأوفياء.
خاتمة
من العايدين الفائزين أولاً لوالدتي الغالية، وعيدكم مبارك للوطن المبارك والقيادة وضيوف الرحمن وأبناء الوطن الأوفياء، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة واليمن والأمان والاستقرار لأغلى الأوطان.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.