دارين أو جزيرة دارين، هي بلدة تقع على ضفاف الخليج العربي شرق المملكة العربية السعودية، في جزيرة تاروت في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، كانت مركز تجارة اللؤلؤ والمرجان في القطيف في العهد العثماني كان بها ميناء دارين الذي ترد إليه بضائع المسك والعطور والسيوف والمنسوجات والتوابل من الهند والبخور والمسك والأحجار الكريمة والعاج والخشب الفاخر. وكانت المنسوجات الحريرية من الصين. والبضائع العربية كاللبان والمر والعاج من الساحل الشرقي الإفريقي
اسم جزيرة دارين ورد في تقرير جنود الأسكندر المقدوني في منطقة الخليج أكثر من 300 سنة قبل الميلاد، وتوارد استعمال هذا الاسم في كتب التاريخ وأشعار العرب قبل الإسلام أي قبل أكثر من 1500 سنة.
والآثار التي وجدت تثبت تاريخها الضارب في أعماق الأصالة والحضارات التي سكنتها. وكذلك توثق لها كأهم ميناء تجاري قبل انشاء ميناء البصرة.
ومن ذلك عبور الصحابي - رحمه الله- العلاء بن الحضرمي البحر نحو دارين لقتال المرتدين الذين هربوا إليها، وهذا موثّق في كتب التاريخ والحديث: قال ياقوت الحموي في «معجم البلدان»: وفي كتاب سيف: أن المسلمين اقتحموا إلى دارين البحر مع العلاء بن الحضرمي - رحمه الله - فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله جميعاً يمشون على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل، وإن ما بين دارين والساحل مسيرة يوم وليلة لسفر البحر في بعض الحالات، فالتقوا وقتلوا، وسبوا فبلغ منهم الفارس ستة آلاف، والراجل ألفين. فقال في ذلك عفيف بن المنذر - رحمه الله-: ألم تر أن الله ذلَّل بحره وأنزل بالكفار إحدى الجلائل؟ دعونا الذي شق البحار فجاءنا بأعجب من فلق البحار الأوائل.
عثر في دارين على عملات تعود للعصر الساساني ويقدّر الباحثون أن تلك العملات كانت تستخدم حتى بداية عهد الخلافة الأموية سنة 77هـ.
أوضحت إحصائية حديثة عام 2010م أن عدد سكان جزيرة دارين حوالي 77.757 نسمة موزّعين على مساحة تقدَّر بـ32كم2 وعليه فهي ثاني أكبر جزيرة في الخليج العربيّ بعد مملكة البحرين، وفيما يتعلّق باسمها فهو مشتقّ من عشتاروت آلهة الحبّ والجمال عند الكنعانيين، بينما رجّح آخرون أنّ اسمها باليونانية تارو أو ثارو بمعنى الخير والجمال.
أما الأشعار العربية القديمة فقد امتلأت بذكر دارين ومسك دارين ومنه قول أعشى همدان:
«يمرون بالدهنا خفافاً عيابهم ... ويرجعن من دارين بجر الحقائب على حين ألهى الناس جل أمورهم» ... فندلا زريق المال «ندل الثعالب
ويقول ابن حميدس الأندلسي رحمه الله:
أغلقتْ دَبْرَها
فكنّا مع الليل زُوّارها
هدانا إليها شذا قهوة
تذيعُ لأنفك أسرارها
فما فاز بالمسك إلاَّ فتى
تيَمّمَ دارِينَ أو دارها