منذ زمن بعيد ووطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) يكتب قصة استثنائية بلا نهاية في خدمة ضيوف الرحمن، حبكتها التميز والمثالية والابتكار والتيسير والتسهيل والتقدم والرقي، حتى أصبح مثار اهتمام العالم الإسلامي. أما الذين يغطون شمس الحقيقة بغربال، ويدفنون رؤوسهم في الرمال، فلا يرغبون في أن يشاهدوا الحياة؛ لأنهم ألد أعدائها، أو لأنهم جبناء، يماثلون النعام، ويروجون بطرق المراهقين غثاء أدوات التواصل الاجتماعي الذي يذهب جفاء {... وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ...}.
وهذه هي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، خلية نحل لخدمة الحجاج، وشجرة مثمرة لكل المسلمين الذين يريدون أن يؤدوا فريضة الحج، لا تكترث ولا تتأثر بمن يرميها بحجر؛ فمآل ذلك أن يرتد عليه. ولأن وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) كبير في رؤيته وأهدافه، مسلم في حضوره وتأثيره الإيجابي؛ فهو لا ينظر إلى الوراء، ولا يهتم بالحرص على مخاطبة الصغار والسفهاء؛ فهو ماض في طريقه نحو المستقبل بما يفيد الإسلام والمسلمين، ومثابر في تحقيق سعادة مَن يفد إلى أرضه لأداء الفريضة.
* عندي طلب أوجِّهه للإعلاميين في المملكة العربية السعودية: هذا كله حسد، الناس يحسدونكم، وأجمل طريقة لمواجهة هذه الانتقادات والهجوم هي تركهم وخسرانهم، ولا تعطوهم مكانة أكبر مما يستحقونها، وهم لا يستحقون إلا شيئًا واحدًا، هو أن تنسوهم، وكأنهم غير موجودين بالذات، لا تعبّروهم كأنهم موجودون، لا تعطوهم مكانة كأنهم يؤثرون فيكم، وأفضل طريقة للرد عليهم هي تركهم وتجاهلهم.
كلمة قالها خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خلال مؤتمر صحفي، عقده مؤخرًا بمركز الإيواء في مشعر مزدلفة، بعد أن اطمأن على جاهزية المرافق والقطاعات لخدمة ضيوف الرحمن.
من المفيد أن يتحدث الناس إيجابًا أو سلبًا عن الخدمات التي تقدَّم لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر واقعي؛ فالإيجابية تعزَّز، والسلبية تعالَج، أما الهجوم فهذا شيء آخر. فمن هذا الفكر نسج الأمير خالد الفيصل للإعلاميين نسيجًا خاصًّا؛ فرفض الرد، واقتحم العصر بروحه ونكهته؛ فحافظ على النهج، وخالطها بمهارة مع الحداثة؛ فقدم للإعلاميين نموذجًا جديدًا، يأمل فيه أن يحاكَى ويستنسخ، ويهتدي الناس به، ويطلب تطبيقه؛ فالجهود في ذلك واضحة للعيان، لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد.
إنَّ المملكة العربية السعودية اليوم القوية باهتمام قيادتها على مر الأزمان في المراحل كافة منذ تأسيس المملكة تستدعي في الجهات البحثية والأكاديمية والاقتصادية والأمنية والصحية والاجتماعية رغبة تحليل الفكر؛ إذ تقف على رأس هرمها، وتخط نهجها، وتنير طريقها، وكيف نسقت خططها وأهدافها لمواكبة أعداد القادمين من ضيوف الرحمن، وأضاءت شعلة الأمل للملايين بإحداث نقلة نوعية في منظومة أعمال الحج، وخاطبت المستقبل فاستفادت من المناهج الإدارية المعاصرة، ووسائل التقنية الحديثة، والكوادر الوطنية المميزة والفاعلة.
وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) يمضي في رؤيته نحو راحة الحجاج والمعتمرين وتسهيل أداء المناسك، ويصنع الأماني كل يوم؛ باعتباره الزاد اليومي للعمل والعطاء. المملكة العربية السعودية اليوم أول وجهة عالمية للشباب والمواهب والمبتكرين، وباتت تنافس على استقطاب العقول المتميزة في مجال البرمجة؛ فقد نظمت واستضافت عبر الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز أكبر «هاكاثون» في منطقة الشرق الأوسط، حمل اسم «هاكاثون الحج»، بمشاركة آلاف المطورين و18 ألف مهتم. وجاء تنظيمه ليؤكد مواصلة المملكة العربية السعودية لجهودها في خدمة ضيوف الرحمن، وابتكار الحلول التقنية للإسهام في إثراء وتحسين تجربة الحجيج.
السر في المملكة العربية السعودية واضح وسهل، إنه خالد الفيصل رئيس اللجنة المركزية للحج الذي يؤمن بقدرات وطنه؛ فيصنع المبادئ والقيم، المتفائل جدًّا بالأمر الملكي الصادر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في شهر رمضان الماضي بإنشاء الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بل إن الأمير خالد الفيصل يعتبر أفضل رد على هذه الحملات المسعورة هو العمل والإنتاج والنجاح.