عروبة المنيف
يعتبر تويتر من دون شك، مصدراً إخبارياً هاماً، والأخبار هي زادنا اليومي، ورغم تحفظي في اعتبار تويتر مؤشراً لقياس الرأي العام، إلا أنني أحاول متابعة الترندات التي تتصدر تويتر فهي على أقل تقدير مؤشر لقياس الرأي العام لفئة مرتادي ونشطاء تويتر، وقد لفت انتباهي وقتها تصدر وسم»# دق - علي - عمتك» قائمة الترندات لساعات طويلة فقررت متابعة الحدث وملابساته وصدى الرأي العام التويتري في ذلك الحدث.
تصدر الحدث قائمة الترندات كونه ساهم في إثارة قضايا مجتمعية متعددة، فالسائق المخالف للتعليمات وعائلته إرتكبوا مخالفة عظيمة كونهم أولاً وآخراً لم يلتزموا بتعليمات وأوامر رجل الأمن!، فلم يقدروا الهيبة التي يملكها كونه يمثل سلطة دولة، ما أعقب ذلك مجموعة من المخالفات التي تدين السائق ومرافقتيه . فعلى الرغم من أن تصوير أحد أفراد العائلة المخالفة للحدث كان بهدف إدانة رجل الأمن إلا أن السحر انقلب على الساحر!، فقد وثق المقطع الذي ساهمت العائلة بنشره، عدة مخالفات تتدرج من السب والقذف لرجل الأمن «ياغبي، يا قليل الأدب، يا متخلف! «مروراً بإثارة النعرات القبلية» يا بدوي!»، إلى ومحاولة استغلال السلطه والنفوذ «دق على عمتك!»، وتصوير الحادثه «جريمه معلوماتية»، وانتهاءً باستفزاز رجل الأمن والتقول عليه بكلام خطير وعدم احترامه والتعدي على السلطة الممنوحة له ما يعتبر تعدياً على هيبة الدولة، وهنا تبدأ القصة.
فالصورة الذهنية لدينا عن الشرطي أو رجل الأمن مرتبطة بالهيبة والاحترام والتقدير، أوامرهم مجابة، فهم ممثلون لسلطة الدولة، ولكن ما ظهر في مقطع الفيديو الموثق للحادثة كان على العكس تماماً، ومن كافة أفراد العائلة سواء السائق أو مرافقتيه، ما دعا النائب العام للتوجيه بتحريك دعوى جزائية ضد المسيئيين لرجل الأمن، فكيف تجرأ جميعهم على استفزاز وإهانة رجل أمن وشتمه، بل والتحدي بعدم الالتزام بالأوامر والتعليمات التي طلبها منهم! . المقطع بدون شك وثق الرقي والأخلاق العالية التي يتمتع بها رجل الأمن «مشعل بن خلف» في التعامل مع العائلة التي تطاولت عليه، ولاقي تشجيعاً ومباركة من الجميع، ولكن عدم التصرف «بحزم» مع المخالفين للتعليمات المرورية والمتطاولين على رجال الأمن سيقلل من هيبتهم وإحترامهم في المستقبل، فالتعامل الراقي والأخلاق العالية والدبلوماسية تفيد في أمور عديدة ولكنها لا تنفع مع من يحاولون المساس بأمن الوطن، فلا يفهمون قدر حماة الوطن ولا يضعون أي هيبة لرجال الأمن.
إن تصرف «مشعل بن خلف» ربما يكون نابعاً من كونه في موسم حج حيث يُدرب رجل الأمن على حس التعامل برقي مع ضيوف الرحمن، ولكن حزم رجل الأمن هو مطلب مع كل من يحاول التحدي وعدم الالتزام بالتعليمات والقوانين كائنا من كان، فكيف بمن يتطاول باللفظ والفعل!، فمن يطّلع على الحدث سترتبط في ذهنه صورة للشرطي السعودي، متهاون وغير حازم ومتساهل مع من يستحق التأديب، وهذا لا يخدم الأمن الوطني، حيث يفترض منه تعليم تلك العائلة ومن يطلع على الحدث درساً في احترام هيبة رجل الأمن حيث تكمن هيبة الدولة.