ياسر صالح البهيجان
على الرغم من أن قطاع الترفيه يُعد أحد أبرز القطاعات التنمويّة الواعدة في ظل الاهتمام المتزايد به منذ أن أنشئت هيئة الترفيه، إلا أن نسبة السعوديين العاملين فيه من إجمالي المواطنين المشتغلين في سائر المجالات لا تتجاوز 4 بالمائة، ولا يشكلون سوى 19 بالمائة من إجمالي العاملين في قطاع الترفيه بالمملكة بعدد يقدر بـ7 آلاف مواطن مقابل 29 ألف وافد.
تدني نسبة إقبال السعوديين على العمل في قطاع الترفيه يدفعنا للإشارة إلى أبرز المعوقات أمامهم، ولعل من أهمها، محدوديّة الفعاليّات الترفيهيّة المقامة على مدار العام، غياب الكيانات الكبرى الاحترافيّة القادرة على قيادة القطاع وتنظيمه واستقطاب الكفاءات الوطنية فيه، عدم وجود برامج تدريبية متخصصة لتأهيل المواطنين في المجال الترفيهي.
لذا، فإن الجهات المعنيّة بتنظيم الأنشطة والفعاليّات الترفيهيّة بالمملكة مطالبة بتوسيع روزنامة الأعمال التي تقدم سنويًا، وتسهيل إجراءات اعتماد الفعاليّات بعيدًا عن البيروقراطيّة أو الاشتراطات التعجيزيّة؛ لأن نمو القطاع الترفيهي لن يتحقق ما لم تكن هناك برامج متنوعة وفي شتى المجالات وبمختلف المناطق، لكي يشعر المواطن بأنه قطاع جاذب وصالح للتفرغ من أجله، أمّا إن ظلت الفعاليّات موسميّة ومحدودة فإنها دون شك لن تتمكن من توفير العوائد الماليّة الكافية لمن يرغب في العمل بها.
والمعضلة التي يواجهها قطاع الترفيه حاليًا، تتمثل في كون الجهات المنظمة للفعاليات من القطاع الخاص عادة ما تكون منشأة صغيرة أو متوسطة، لذلك هي عاجزة عن توفير فرص وظيفية دائمة وبمرتبات مجزية، والحل في نظري هو الاتجاه نحو تأسيس الشركات الكبرى سواءً عبر اتحاد الشركات المتوسطة والصغيرة فيما بينها، أو عن طريق تسهيل دخول شركات أجنبيّة لديها الخبرة والكفاءة مع اشتراط توطين العاملين فيها.
ولا بد ألاّ نغفل عن أهميّة اتجاه مؤسسات التعليم والتدريب نحو إطلاق برامج تدريبية ومهنية متخصصة تهدف إلى تأهيل المواطنين في شتى متطلبات قطاع الترفيه؛ لأنه لم يعد قطاعًا عشوائيًا أو مجالاً للهواة فقط، وإنما تحول إلى صناعة قائمة بذاتها تتطلب التدرّب والإتقان.
القطاعات حتى وإن كانت واعدة لا يمكنها أن تنمو دون رؤية وإستراتيجيّة واضحة يمكن السير على منهجها نحو الارتقاء بجودة المخرجات النهائيّة، ولدينا الطاقات البشرية والماليّة الكافية للنهوض بقطاع الترفيه وغيره من القطاعات، ولكن متى ما وضعنا الحلول المناسبة للمعوقات القائمة في أسرع وقت ممكن؛ لأن التحديات كبرى وتطلعاتنا حكومة وشعبًا أيضًا كبيرة.