محمد بن عبدالله آل شملان
كم أنت عظيم يا وطني.. بأصالتك وبعزم ومجدك.. وكم أنت عظيم برجالك وأبنائك المخلصين.. تنبتهم نباتاً حسناً، ليكونوا كما هم دائماً رافداً للخير ورموزاً للعطاء.. لتسعد بشموخهم، وتحزن لفقدهم، ولكن تبقى أعمال أبنائك تجسيداً للوفاء والشموخ الذي استقوى من نبعك وأصالتك. وتبقى أعمالهم، ويبقى عطاؤهم ذكرى تتجدد وتتصل عبر الأجيال.
ولقد نعيت أوساط الإعلام والصحافة رائداً من روادها الأفذاذ، الأستاذ عبدالرحمن بن صالح المصيبيح -يرحمه الله تعالى- بعد حياة حافلة بالعطاء، والمسؤولية من خلال موقعه محرراً في صحيفة الجزيرة كان فيها مثالاً للتفاني والإخلاص وحمل لواء الكلمة كعلم من أعلام الصحافة وعميداً من عمدائها.
تحمَّل أمانة الكلمة من بداية عهد المؤسسات الصحفية وأسَّس بفكره وعمق ثقافته مدرسة صحفية صادقة عمادها الصدق والموضوعية والوعي بالمسؤولية والرسالة الإعلامية، لقد رحل الفقيد عن دنيانا بالأجل المحتوم بعد أن علم أجيالاً.. الكثير منهم اليوم على رأس المسؤولية في الأجهزة والمؤسسات الصحفية، يدينون له بالحب والوفاء، بقدر ما غرس فيهم الجد والعطاء.. فجاءت كلماتهم تنطق حباً لأستاذهم ورائدهم، ولكن حروفهم تقطر ألماً وحزناً على فراقه مع إيمانهم الكامل بقضاء الله تعالى وقدرته ولا رادّ لقضائه.
وكم بكاه محبوه.. بكوا فيه الوفاء وكل شيم الرجال المخلصين.. بكوا فيه الإنسان والقلب الكبير.. صاحب المبدأ والخلق الرفيع، فقد صاحبهم على المحبة وصادقهم على الوفاء، والتقى بهم على الخير دائماً فكان حبهم له كبيراً، وكان فراقهم عنه قاسياً.
وسيذكر التاريخ تلك الصفحات البيضاء للفقيد الأستاذ عبدالرحمن بن صالح المصيبيح، في عطائه وإخلاصه وحبه لوطنه وتفانيه في خدمته بجهد وتعب المسؤولية وأمانة الكلمة التي ستذكرها له الأجيال المتعاقبة من أبناء الوطن.
وها هي كلمات محبيه وعارفيه وتلاميذه، شهادات حق للتاريخ الذي لا تغيب ذاكرته عن تفاني الفقيد الأستاذ عبدالرحمن بن صالح المصيبيح. رمزاً للوفاء الذي بادلهم به، فدائماً للعطاء رجال وللمواقف رجال وللتاريخ رجال، فكان هذا الفقيد يرحمه الله، رجل العطاء والموقف والتاريخ.
تغمد الله تعالى الفقيد برحمته، وأدخله فسيح جناته، وخالص العزاء لأبنائه البررة وأسرة الفقيد، وندعو الله تعالى أن يجزيهم عنه كل خير وأن يلهمهم الصبر والسلوان. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.