الدور والواجب الذي يقوم به الوطن لا ينفك عن المبادئ التي رسمها منذ التأسيس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وهو المسار الذي نهجه الخلف الصالح من أبنائه من بعده، هذا المسار الذي أكَّد وما زال يؤكد الوطن من خلاله تحمله مسؤولياته في خدمة ضيوف الرحمن بكل صدق وشرف.
الحملة الشرسة التي تطلقها بعض الوسائل الإعلامية المأجورة والمشبوهة، والتي تهاجم فيها المملكة، وتقلّل من الجهود المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن وتشوّه الصورة الرائعة التي يقوم بها الإنسان السعودي على وجه الخصوص في جميع أنحاء المملكة لخدمة التنمية في بلاده وخدمة القادمين إليها من الخارج، كل هذه المحاولات تعكس بوضوح حالة الانغلاق الشديد، التي يشعر بها أعداء النجاح من الحاقدين والجاحدين وغيرهم من المتأزّمين.
والسبب الرئيسي لحالة الانغلاق التي يعيشونها هؤلاء هو التقدم الإنجازي الملحوظ في تنمية المشاعر المقدسة وتطويرها، وتوالى مشروعات توسعة المسجد الحرام ومشروع الجمرات، ومنح مشروعات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الأولوية للتسهيل على ضيوف الرحمن وقاصدي البيت العتيق، وتمكينهم من أداء عباداتهم في يسر وسكينة، ما سبَّب لهم حالة غير عادية من الحسد والكره والغبن والقهر والضغينة والنيل من تلك الإنجازات التنموية والخدمية.
هذا إلى جانب العمليات التقنية النوعية التي أفرزها هاكاثون الحج التي اجتمعت فيه العقول لتخدم أعظم أركان الإسلام منطلقاً من رؤية طموحة رؤية المملكة 2030، في ظل الخدمات المباركة التي تُقدَّمها قيادة هذا الوطن خدمةً للمسلمين من كل مكان عياناً، تخفت كل الأصوات المفربكة والمواقع الكاذبة، ويعلو صوت النجاح معلناً قدرة المملكة العربية السعودية إدارة موسم الحج سنوياً بكل مثالية وتميز، وبطريقة تثير الإعجاب.
وفي مواجهة هذه الحملات أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمركز الإيواء في مشعر مزدلفة -مؤخراً- بعد أن اطمأن على جاهزية المرافق والقطاعات لخدمة ضيوف الرحمن، عهد الإعلاميين باستكمال مهمتهم الوطنية بعدم إعطاء المهاجمين أهمية ومكانة أكبر مما يستحقونها.
وسيكتب التاريخ وبحروف من ذهب أن هذا الوطن مدرسة في القيادة والتنمية والتطوير، وكان عند عهده قولاً وفعلاً، عندما أسس الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة استكمالاً لاهتمام قيادته وحرصها على خدمة الإسلام والمسلمين وحجاج ومعتمري بيت الله، ورفع الطاقة الاستيعابية لوصول المسلمين إلى بيت الله الحرام.