فهد بن جليد
أضحى مُبارك، تقبل الله من الجميع طاعاتهم، فكرة شراء «خروف العيد» كما يُطلق عليه في بعض البلدان العربية، عبر التسوق الالكتروني أو بالتطبيقات الذكية، مسألة ينقسم حولها الناس بين القبول والرفض، خصوصاً وأنَّ هناك شروطاً من الواجب توافرها في الأضحية، ويجب أن يتأكد منها المُشتري بنفسه، إلا أنَّ انتشار «عشرات الطبيقات» في هواتف السعوديين هذا الموسم، يُشير إلى أنَّ الكثيرين تجاوزوا هذه النقطة «بالثقة» في البائع، وأنَّه مُلِّم بشروط الأضحية ويتحملها أمام الله، لذا لا نستغرب استبدال «سكاكين العيد» ومَشاهد الدم، بأزرار الهاتف الذكي، لطلب الأضحية «أون لا ين» وذبحها فوراً، واستلامها مُقطعة ومُغلفة عبر نظام التوصيل، أو حتى التكفل نيابة عن صاحبها بإيصالها للجمعيات لتوزيعها على المُستحقين.
مُعزِّزات الثقة لهذه التطبيقات، تكمن بإضافة خاصية الصور, أو مقاطع الفيديو للتطبيق، ممَّا يؤكد سلامة الخروف من العيوب، ويوثق عملية الذبح الصحيحة، وتسمية صاحب الأضحية، هذه أساليب زادت من ثقة المُتعاملين، وخلقت بالفعل «سوقاً موازياً» لبيع وتسويق المواشي إلكترونياً في هذا الموسم، الأمر الذي يتطلب معه تحركاً من البلدية أو وزارة التجارة والاستثمار لتنظيم «المسألة» أسوة بما يحدث في الكثير من البلدان الإسلامية، بإشراف تلك الجهات على عمل هذه التطبيقات، والتأكد من صحتها وسلامة خطواتها ونظاميتها، خصوصاً ونحن نعيش إشكاليات مُرتبطة بفكرة التسوق الالكتروني محلياً.
جعل التطبيقات السعودية «للأضاحي» جاذبة وعملية، وضبط أسعارها وخدماتها بشكل مقبول، يحمينا من اشتراك بعض أصحاب هذه الأضاحي بالشراء من تطبيقات أجنبية «في دول فقيرة» بأسعار أرخص ليتم توزيعها هناك، وهذا أمر مُحتمل ووارد، أنت تتحدث عن فكرة شبيهة بما كان يقوم به بعض أصحاب الأموال ورجال أعمال، عندما يعطون بعض العاملين لديهم «مبالغ مالية» ليقوموا بتحويلها لبلدانهم، بقصد شراء أضاحي نيابة عنهم، وتوزيع لحومها هناك على الفقراء بحثاً عن الأجر، هذه سوق ناشئة ستكبر سنوياً، من الأفضل أن نستوعبها ونتعامل معه مُبكراً بالشكل الصحيح، وكل عام وأنتم بخير.