عثمان بن حمد أباالخيل
أيام قليلة وتمر علينا الذكرى السنوية الثانية والأربعون على تأسيس شركة سابك حيث أصدر الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- مرسوما ملكيا (رقم م / 66 بتاريخ 13 رمضان 1396هـ الموافق 9 سبتمبر 1976 م) يقضي بتأسيس «الشركة السعودية للصناعات الأساسية». اليوم شركة سابك رأس مالها 30 مليار ريال، وصافي ربحها 18.4 مليار ريال، وعدد موظفيها أكثر من 34000 ألف موظف وحجم أصولها 322.5 مليار ريال وإنتاجها 71.5 مليون طن متري. أليس هذا تحديًا وفخرًا للشباب السعودي الذين قادوا زمام إدارتها منذ البداية وهنا أذكر ما قاله الدكتور غازي القصيبي رحمه الله قال: أذكر أن صحفيًا بريطانيًا زارنا أيامها وكتب (أنه دخل مبنى ضيقا في زقاق صغير فوجد بضعة شبان يزعمون أنهم سيقيمون أضخم المجمعات البتروكيماوية في المنطقة) لا بل في العالم أجمع.
الفترة ما بين عامي 1976م تاريخ المرسوم الملكي و1983م باكورة الإنتاج من خلال شركات سابك التابعة (حديد) و(البيروني) و(الرازي), (7 سنوات) أرى إنها فترة تأسيس شركة سابك وهي فترة صياغة العقود بمختلف ألوانها وأشكالها ومع جهات متعددة داخل وخارج المملكة, فترة التصميم والتشييد والتشغيل للشركات التابعة, فترة تدريب عدد كبير من خريجي الجامعات السعوديين, فترة البحث عن تقنيات الإنتاج المجربة والموثوق بها, فترة مساهمة الصندوق الاستثمارات العامة في دفع شركة سابك للأمام إضافة تمويل المشاريع ذات القيمة الاستراتيجية للاقتصاد الوطني. فترة رجالات سابك القياديين والموظفين المخلصين العاشقين لشركة سابك وفي مختلف المناصب الموجدة على الهيكل التنظيمي ومنها الوظائف الهندسية والإدارية والقانونية والتسويقية والمالية والأمن والسلامة والتخطيط والاستثمارات والدارسات الاقتصادية والعلاقات العامة والمشاريع والتنسيق والتقنية وجميع الوظائف الأخرى, فترة مرت بها شركة سابك وجهت بها البوصلة في الاتجاه الصحيح ولا تزال.
عدد الموظفين في فترة التأسيس لا يتجاوزن بعض الألف وربما المئات كم هو جميل أن تكون شركة سابك قدوة حسنة لغيرها من شركات القطاع الخاص وتعد كتابًا للتاريخ وأقترح أن يُسمى موظفو فترة التأسيس شركة سابك (الاسم والوظيفة) ماذا سوف يكون وقع هذا الكتاب على الموظفين الأحياء وأبناء وبنات وذرية الموظفين الأموات رحمهم الله؟ الإنجازات لا تأتي صدفة بل تأتي حين تبنى على أرض صلبة أساسها التخطيط الاستراتيجي والمتابعة والتوجيه والقيادات الإدارية المؤهلة والمتمكنة، الإنجازات تأتي من العمل الجماعي وروح العمل وحب العمل والشعور بالمسؤولية وهذا ما تحلت به عملاق الصناعة شركة سابك في فترة التأسيس. إن رؤية شركة سابك المستقبلية: (أن تصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات) هذه الرؤية جذورها في عمق تاريخ الشركة التي روتها بتعب وعرق وإخلاص وعشق الموظفين الذين بذلوا جهودهم في غرس شجرة سابك في عالم الصناعة.
القيادات العليا المتعاقبة على شركة سابك منذ تأسيسها قيادات مميزة قيادات وطنية تملك القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح الذي يعود على الشركة بالنفع ويجعلها تأخذ مكانها في قائمة الشركات العالمية الناجحة, حقا إنها نموذج عالمي يحتذى في الشفافية والإنتاج والأرباح والمبيعات والإدارة والقيم التي تؤمن بها والموظفين الذين يسعون إلى تحقيق رؤية الشركة.