أحمد المغلوث
من حسن الطالع أن يصادف موعد نشر زاويتي الأسبوعية في هذا اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم «النحر» وبحسب ما جاء في السنن أن أفضل أيام العام هو هذا اليوم. وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر؛ لأنه يوم الحج الأكبر.. وفي التشريع الإسلامي هناك دائماً ما تتشوق إليه نفوس المسلمين مثل هذا اليوم العظيم؛ فهو يوم عيد. وكل عام وأنتم بخير.. عبارة يرددها ويكررها مئات الملايين في مختلف دول العالم. فالإسلام اليوم ولله الحمد بات في كل مكان.. وكل يوم تشهد العديد من مدن العالم دخول أفرادا وجماعات إلى رحاب الإسلام. واليوم عيد فهو بالتالي يوم فرحة وبهجة للكبار والصغار.. وقد يشعر به أكثر الأجداد والجدات الآباء والأمهات وهم يشاهدون أبناءهم وبناتهم أمامهم في العيد والفرحة مرسومة على ملامحهم والابتسامات ترسم على وجوههم فرحة العيد بماتثيره داخل نفوسهم من سعادة وحبور.. وهكذا ومنذ بداية احتفال المسلمين بالعيد وهو يثير في مختلف الأوساط الاجتماعية الإسلامية الفرح والسرور وحسب ما جاء في الأثر: لا يجوز تبادل التهاني إلا بعد أداء صلاة العيد كما كان يفعل الصحابة.
ومن الأعمال الجليلة نحر الأضحية بعد الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم وهو يخطب: «إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل فقد أصاب سنتنا» رواه «البخاري». والعيد فرصة كبيرة لإظهار طرق التعبير عن الفرحة فهو سنة نبوية مطهرة واجبة على كل المسلمين القيام بها. وفي مجتمعاتنا العربية والإسلامية تقام العديد من العادات المحببة من احتفالات مختلفة أكان ذلك داخل مجتمع الأسرة الصغيرة أو القبيلة أو حتى على مستوى المدن والمحافظات والمناطق. وتجتهد الدول الإسلامية والعربية وشعوبها في إظهار وإبراز طرق التعبير عن الفرحة بالعيد والاحتفال به حسب الإمكانات.
وتقام بمناسبة العيد برامج وفعاليات متعددة تهدف إلى نشر البهجة والفرح بين المواطنين. وبلادنا ومن خلال الإدارات والهيئات المعنية تقوم بإعداد برامج خاصة بالعيد أكان ذلك في الساحات أو الحدائق أو من خلال فتح المتاحف والمراكز الثقافية والترفيهة للمواطنين والمقيمين لزيارتها خلال أيام العيد. كذلك يشكل العيد فرصة للتعبير عن المشاعر الإنسانية حيث تتضاعف زيارة لجان أصدقاء المرضى لمن كتب الله عليهم ولظروفهم الصحية أن يكونوا خلال العيد أسرى لأسرة المرض.. فيشيعون الفرحة في نفوسهم. وهنا تتجسد مشاعر الرحمة والمشاركة والإخاء الإنساني الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف.. وفي العيد تجتهد القنوات الفضائية والإذاعية لتقديم عشرات البرامج والفعاليات الترفيهية التي تساهم في الترفيه عن المشاهدين.
والجميل أن عيد الأضحى المبارك يشهد متابعة مباشرة وهامة، حيث تتحد جميع القنوات الفضائية في النقل المباشر من الرحاب الطاهرة حيث يشاهد العالم وقائع ما يحدث في المشاعر المقدسة فمنذ وقت مبكر وهيئة الإذاعة والتلفزيون تنفذ وتجهز مشروعاتها الجديدة في المشاعر المقدسة استعداداً للتغطيات الإعلامية لموسم حج هذا العام وكل عام.
فيما استنفرت مختلف أجهزة الدولة طاقاتها البشرية وتجهيزاتها الآلية لخدمة مناسك الحج ولتواكب خلالها المسيرة المباركة لحجاج بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة وليعيشون لحظات العيد في سعادة وراحة والجميع في وطن الخير سعيد.