في كل عام وبلادي المملكة العربية السعودية تضاعف الجهود وتبذل كل شيء في سبيل تحقيق الأمن والأمان وتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن الذين يأتون من مشارب الأرض لتأدية فريضة الحج طاعةً لله عزَّ وجلَّ وطلباً لعفوه وغفرانه. وهي جهود ليست محل المنة، بل يفرضها الواجب الديني والأخلاقي والإنساني للمملكة التي تدرك أن خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف لا يساويه شرف، وهي تشكر المولى تبارك وتعالى أن وفَّقها لذلك دوناً عن كل بلدان العالم. والسعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه - ومروراً بكل العهود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- تولي الحرمين الشريفين عناية خاصة، وتنظر إلى كل ما له علاقة بهذين المكانين المباركين بقدسية عالية وتسعى جاهدة عبر سواعد أبناء وبنات شعبها المخلصين في كافة القطاعات إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج بطمأنينة عالية وهو مشهود ومعلوم عند كل من أدى الحج أو زار الحرمين الشريفين أو اطلع على الأعمال التي تمت فيهما وأبدى تقديره لتلك الجهود، فيما آخرون على هامش التاريخ وسيبقون كذلك إلى الأبد هم من يقلّلون من ذلك ويسعون إلى تسييس الحج بشتى الطرق وهو ما لن تسمح به حاضنة الحرمين الشريفين وأم المسلمين «المملكة العربية السعودية» التي ترى أن رعاية الحرمين الشريفين واجب مقدس ولا تسمح لأحد الاقتراب منه أو التقليل منه تحت أي ذريعة، وهي البلاد التي يتشرَّف ملكها بأن يحمل لقب «خادم الحرمين الشريفين» ويعمل مخلصاً لتحقيق ذلك واقعاً وليس لقباً، فإمام المسلمين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله ونصره- يقف كل عام على راحة الحجيج، وقبل ذلك تقتضي توجيهاته - حفظه الله- العمل بتفان لراحة الحجيج واستخدام كل طاقات الدولة لأجل ذلك دون سقف أو حدود، فضيوف الرحمن في قلب وعقل ملك الحزم والعزم وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -وفقهما الله-.