صيغة الشمري
كثيراً ما نشعر بأسى ونحن نشاهد الكثير من المنشآت تملك صورة رديئة جدًا سواء على مستوى الرأي العام أو مستوى وسائل الإعلام بشقيه التقليدي والجديد، الأدهى والأمر هو عدم تفاعل تلك المنشأة مع ما يطرح في الإعلام بشكل يدعو للغرابة، فور أن نجد هذه المنشأة على نظام «اعمل نفسك ميت» نعرف أن وراءها مديرًا تقليديًا وغالبًا ما يكون كبير السن انقطعت علاقته بالإعلام منذ انقطاع التلفزيون السعودي عن بث أغاني أم كلثوم، أضف إلى ذلك بعض السلبيات التي تتعلق بشخصيته التي تحرمه من أن يكون مديراً أو قائداً ناجحاً لمنشأة حيث أتى به السلم الوظيفي وتدرج في الترقيات ضمن المحافظة والحرص على التوقيع في دفتر الحضور والانصراف ومن ثم جهاز البصمة التي يدين لها بالفضل لوصوله إلى منصب مدير منشأة، كثير من مدراء المنشآت مغيب تماماً عن وضع منشأته الحقيقي نظراً لانغماسه في الوضع الداخلي لتسيير العمل اليومي دون اهتمام بمعرفة رأي الناس عنها، فربما كانت تعمل بشكل جيد ولكن صورتها في الرأي العام ضعيفة نتيجة إهمال مديرها وعدم مقدرته على معرفة ذلك حتى وإن أراد، تجد مثل هذا المدير متورط بمسؤول علاقات عامة لديه يرسم له صورة مزيفة عن الوضع بشكل عام بأنه جميل جدًا ومبشرٌ بالخير، كثير من المدراء بعد أن أخرجوا من منشآتهم نتيجة فشلهم اكتشفوا بعد فوات الأوان بأنهم قد كانوا ضحايا حيث خدعوا من قبل مسؤولي العلاقات العامة والإعلام أو الاتصال المؤسسي التابعين للمنشأة سواء عن عمد أو جهل، وفي الحالتين المصيبة أكبر، الإيقاع السريع للكون بعد دخول العالم الرقمي ساهم في تطور علم الإدارة في كل مجال ولذلك لا بد أن يحمي المدير نفسه بالاستمرار في التعلم ودخول دورات متقدمة بعلم الإدارة وعدم الوقوف عند آخر شهادة إدارية أخذها حيث لا تكفي سنوات الخبرة لتكون مديراً ناجحاً إن لم تواكب تخصصك في الإدارة وتتعلم كل جديد تم حياله مثل طبيب عليه أن يتعلم حتى آخر يوم في حياته، من ضمن الحلول السريعة أيضًا هو القيام بالبحث الدائم والمستمر عبر محركات البحث حول كل ما يخص منشأته كلما وجد وقت فراغ ومناقشة كل ما يجده سلباً عن منشأته مع مساعديه كل فيما يخصه، «قوقلوا» أيها المدراء واتركوا نظام «اعمل نفسك ميت»!