سعد السعود
لا أدري ما آلت إليه مباراة السوبر مساء أمس بين الكبيرين الهلال والاتحاد ولكن الأكيد أن لندن استمتعت بمباراة كبار وللكبار.. فالغريمان طالما أمتعانا منذ سنوات بأجمل اللقاءات.. وكلما بزغ هلال الزعيم وشمس العميد إلا وكانت الأجواء ساطعةً بالأداء والسماء محتفلة بالنجوم.. بالتوفيق للفريقين.
- يبدو منذ القراءة الأولى لاستعدادات الفرق أن الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والوحدة هما الأفضل استقطاباً والأوفر حظاً هذا الموسم.. فالاستعداد الصيفي كان جباراً والعمل كان على قدم وساق.. سواءً باختيار الأجهزة التدريبية.. أو حتى بانتقاء عقد الأجانب الذي كان زاخراً بلآلئ اللاعبين ذوي الإمكانات الرفيعة.. ولست هنا بمعرض ذكر أمثلة لذلك فالكل يعلم من قدم وما هي سيرته الذاتية.
- وبالمقابل هنالك بعض الفرق كان عملها يراوح الكمال بصفقة وينتظر التوفيق بأخرى.. فسلسلة التعاقدات كانت متفاوتة بين الجودة وبين الجود من الموجود.. ولعلي هنا أضرب أمثلة بناديي القصيم فضلاً عن الاتفاق والباطن والقادسية وغيرهم لأغلب الأندية.. فالتسوق في اللاعبين المحليين كان من خلال من استغنت عنهم الأندية الكبيرة.. أما الماركاتو الصيفي فاختلف بين المرموق والمغمور.
- في حين يبدو الشباب في منطقة الوسط بين هذا وذاك.. فمحلياً لم يستقطب أي لاعب رغم حاجته الملحة في كذا مركز.. أما على صعيد الأجانب فهنالك لاعبون ربما سيحملون الفريق عالياً كبوديسكو مثلاً.. فضلاً عن بقية الاستقطابات المميزة في منتصف الملعب.. لكن الغريب أن رغم كم الأجانب عددياً إلا أن مسيري النادي تجاهلوا مركزين غايةً بالأهمية فرأس الحربة الصريح لم يصله أي دعم سواءً محلياً أو أجنبيا، وسينتظر محبو النادي ما سيصنعه ناصر ذو الخمسة وثلاثين عاماً وما سيقدمه عبد الله الحمدان ذو التسعة عشر عاماً.. فضلاً عن الاعتماد على القميزي في مركز الظهير الأيمن وهو من لم يقدم أي شيء يذكر طوال الموسم الماضي!
- ننتظر على أحر من جمر تقنية الفار لتدشّن وجودها في منافساتنا المحلية.. فاستعمال الفيديو تحكيمياً في الحالات الجدلية والتي طالما تكررت في دورينا سيسهم في تخفيف الضغط على الحكام وأيضاً سيقلِّل من حدة الغضب لدى الجماهير.. الأهم أن يكون استخدام التقنية بمسطرة العدل بين كل الفرق سواءً كان اسمه كبيراً أو كان حتى صاعداً، فالعدالة يجب ألا تميز بين ألوان ولا تمايز بين أندية.. أضف إلى ذلك ألا يستغرق الرجوع للفيديو في اللقطات الجدلية وقتاً طويلاً من زمن المباراة حتى لا يقتل حماستها ويستهلك زمنها.. وعنده سنصفق لتلك التقنية ونردد: وينك من زمان؟
- أيضاً من الأشياء اللافتة في دورينا هذا العام هو توقيت المباريات.. فتقديم زمن اللقاءات كان تفكيراً جيداً.. بدلاً من استمرار المباراة أحياناً إلى قريباً من منتصف الليل.. بالإضافة إلى تثبيت المباريات في أيام الخميس والجمعة والسبت وهو ما يسهل على المتابع الحضور بدلاً من إقحامها في منتصف الأسبوع خلال أيام الدوام الرسمي.. وكم تمنيت أن يكتمل هذا العمل بتوزيع المباريات بأوقات متفاوتة كما هو معمول به في الدوري الإنجليزي.. كأن تبدأ المباراة الأولى مثلاً الساعة الثالثة والنصف ثم الخامسة والنصف واللقاء الثالث السابعة والنصف.. وعندها سنضمن أكبر عدد من المشاهدة لأغلب المباريات وهو ما سيزيد أيضاً فرص الإعلانات وتنوعها خلال هذا الكم من ساعات البث.. عموماً تجربة جميلة ونتطلع لزيادة جمالها بما اقترحت في قادم المواسم.
- لا زال موضوع الناقل الحصري ضبابي الأفق.. فالأقاويل تتردد هنا وهناك.. وشركة الاتصالات لم تحسم أمرها بعد.. رغم تبقي أقل من أسبوعين على بدء الدوري.. وكل ما أتمناه ألا يقع المتابع البسيط ضحية لحصرية الناقل فيطالب بمبالغ عالية نظير اشتراك في رسيفر الناقل.. فمتابعة فريقه أبسط حقوقه.. والشخص البسيط لديه من المسؤوليات والمهام والالتزامات ما تجعل ظهره أوهن من أن يحتمل مصاريف أخرى.. فرفقاً بالمتابعين.. أضف إلى ذلك ان تواجد الدوري مفتوحاً للمشاهدة سيمنحه صيتاً وانتشاراً في العالم العربي وهو ما سينقل صورة جميلة عن بلادنا.. ويمكن أن نمرر خلال المباريات قيمنا وأفكار أبنائنا للعالم من خلال النقل التلفزيوني.
خاتمة
بعد ست أو سبع جولات حتماً سنسمع: في الصيف ضيّعت اللبن.