مرَّت رياح التغيير بسرعة كبيرة وشملت كل شيء وبدت ملامح الغد واضحة جلية. لقد قدّم لنا صاحب الرؤية صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان أنموذجاً جديداً مطرد القدرة على فهم المعضلات وإيجاد الحلول المناسبة.
هذا التوجه انتصر على التراكم الفكري في الفترة الزمنية الماضية وجعلنا نقف بشكل متميز إلى جانب أهم الإنجازات الكبرى التي ظلت لسنوات غائبة بسبب معتقدات أعاقت مسيرة التطور لدينا وجعلتنا أسرى للسائد دون إدراك لمعناه أو فهم لمحتواه.
إن التغيير الكبير الذي حدث في ديناميكيتنا شمل كافة قطاعات الدولة ومؤسساتها. ونجاح العنصر النسائي في (هاكاثون) الحج المنظّم من قبل الاتحاد السعودي للأمن السيبراني لهو دليل واضح على أن الرؤية آتت أكلها.
ناهيك عن التغيير الأكبر وهو تغيير المفاهيم لدى المجتمع؛ فما كان ممنوعاً قبل برهة من الزمن أصبح مسموحاً؛ لأن كثيراً من الممنوعات كانت تأخذ منحى أيدولوجياً دون الاستناد إلى بيِّنة. أما اليوم ونحن بمنأى عن الاتهامات نجد أن المتوهمين للنزاهة قد عزفوا عن إثم الظنون في كل جديد ومختلف، ولم يعد المتثيقف يجادل بما يعلم وما لا يعلم!
أدركنا ذلك أم لم ندرك أصبحنا أكثر وعياً وأكثر إدراكاً.
وحتى لو اعتبرت بعض التغيّرات قاسية بعض الشيء إلا أنها جعلتنا في موضع التساؤل حول تصرفاتنا وقناعتنا وسلوكياتنا المختلفة، وكانت بمثابة إعادة تدوير لحياتنا، وإعادة إنتاج للحياة داخل المجتمع.
والرؤية في صرامتها ودقتها الظاهرة فرضت قناعاتها دون عناء لأنها ببساطه ليست سوى قناعاتنا الذاتية، ولم يكن ينقصنا سوى الانعتاق من طريقة تفكيرنا والبحث عن أحلامنا وتوظيفها على أرض الواقع.