كان يوماً عظيماً، يوم الثلاثاء، يوم أرسل فيه وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) الطاقة الإيجابية والعزم في كل أبنائه، كما هو عهده دوماً في كل سياساته ومبادراته، واحتفى الوطن، كل الوطن، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، بهذا اليوم التفاؤلي المشهود.
هذه الطاقة الإيجابية، طاقة البذل والعطاء، والأمل والعزم والتفاؤل، والحض على التخلص من ثقافة التسويف والتواكل، وتأكيد الثقة بالنفس، من أجل صناعة الإنسان، وتعزيز الإنسان السعودي لأحلامه، طاقة كانت في أعلى مستوياتها، حين دخلت «نيوم» في منطقة تبوك عبر الإعلام وشاشات التلفزة إلى كل بيوت أبناء الوطن، حاملةً رسالتها، باعتبارها محققةَ أمل قيادة هذا الوطن وأبنائه، تقول لهم إن عليكم الانتظار فقط بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية لأحقق تطلعات وطنكم الطموحة والمشروعة لرؤية 2030 بتحوله إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة.
أكثر من اثنين وثلاثين مليون نسمة وأفراد العرب والعالم تابعوا تفاصيل الزيارة التي استهلها، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لـ «نيوم» عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخلافها لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام، وانعقاد جلسة مجلس الوزراء التي صادفت موعدها الأسبوعي. وهذان المظهران اللذان يعدان سابقتين تاريخيتين يؤشر إلى أن «نيوم» ستترك أثراً واضحاً على كل معزِّزي التفاؤل والأحلام المشروعة في الوطن، أولئك الذين نذروا أنفسهم من أجل غيرهم، أفرزوا عقليتهم الإبداعية المتطلعة للمستقبل، ومدُّوا يد الابتكار في مظاهر الحضارة من عمران وتجهيزات وتقنية متكاملة تعتمد المقومات الجغرافية والجيولوجية والطبوغرافية والتاريخية. من أجل تقوية دور وطنهم فهدفوا إلى تنويع مصادر الدخل والابتعاد عن النفط، وكذلك تنويع مصادر الطاقة المتجدِّدة والطاقة الشمسية، فكانوا صانعي حياة، مثلما كانوا صانعي مستقبل، وحين يحصل بعض الأمل وفي خلال عشرة أشهر فقط، ندرك أن الهدف بدأ يتحقق، إذ إن شجرة العطاء والخير بدأت تنمو وتكبر، ونحن على ثقة راسخة بأن العام القادم وما يليه ستشهد نمواً أكبر بما يعنيه من نجاح مفرح، ولهذا يقول رئيس الهيئة الخاصة بالمشروع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: «دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية. وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا. وهذا هو عامل نجاحنا الثاني، لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجّه دوماً إلى الأمام، إن مستقبل المملكة مبشِّر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق. لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل، طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم».
هذه الشخصية الوطنية، شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيَّده الله -، تمثِّل رمزاً اليوم في كل أرجاء المعمورة لصناعة المستقبل والتغيير الإيجابي، فهو ملهم لأبناء وطنه وأفراد العرب والعالم، نتيقن تماماً بأن رسالة مقامه الرفيع لكل أبناء وطنه وأفراد العرب والعالم بأن عليهم أن يحلموا بما هو في إمكانياتهم وقدراتهم وأن يقوموا بصناعة مستقبلهم، وتغيير واقعهم، وهو لم يكتفِ - أيَّده الله - بالمنهج النظري، بل أطلق مبادرات متعدِّدة من أجل التغيير كمشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية، استنهاضاً لعزائم وهمم هذا الوطن الذي له تاريخ عظيم، ويستحق أن يستعيد مكانه الطبيعي في وسط هذه الأمم.
هذه الرسائل الإيجابية التي أحسسنا بها يوم الثلاثاء، ومثلها عشرات آلاف الرسائل التي لا ينظر أحد محب لها بقيمة ناقصة وأهمية قليلة، تجدّد نفوسنا، وتقول: استغلال القيادة لمكامن قوة الوطن مستمرة.. وبذل الجهد والعمل لتحقيق أحلامه مستمرة.. فلا تنمية بدون عمل لها.. ولا قوة لها بلا استغلال أسبابها.