د.عبدالعزيز العمر
نعم، بحسب صحيفة (وول ستريت) لا يزال يوجد في سوق العمل العالمي اليوم بعض المهن (الوظائف) التي يكفي لتأديتها إنهاء الطالب مرحلة التعليم الأساسي فقط، ذكرت منها الصحيفة: فني إصلاح أعطال المصاعد، طيار مدني، وظائف في المباحث الفيدرالية، مهن في تخزين وتوزيع المنتجات التجارية. هذه المهن وإن كانت لا تتطلب شهادة جامعية إلا أن لها بعض المتطلبات الجسمية والنفسية الخاصة، وهي تدر على أصحابها دخلاً يعادل 200 ألف ريال سنوياً. ولكن في المقابل ونحن اليوم ندخل الألفية الثالثة استجدت كثير من المهن في سوق العمل في الدول المتقدمة، واختفت منه في المقابل مهن أخرى كثيرة. التعليم الذي كان يعد الطلاب لمهن اختفت من السوق يكاد هو الآخر يختفي في الدول المتقدمة، ليحل بديلاً له تعليم مختلف يقدم معارف ومهارات جديدة تعد الطلاب لمهن استجدت.
ومن شواهد هذا التغير في التعليم أنه بمجرد وصول الطالب الجامعي للسنة الرابعة تصبح كثير من كتب السنة الأولى الجامعية عديمة القيمة العملية (السوقية). ويعد نموذج تعليم ستم (Stem Education) من أبرز نماذج التعليم المعاصرة التي تعد الطلاب لمهن استجدت مع دخول الألفية الثالثة. هذا النموذج التعليمي يمكن تقديمه للطلاب في كل مراحل التعليم، بدءا من مرحلة الروضة وحتى نهاية المرحلة الجامعية، ويقوم هذا النمط من التعليم على مبدأ وحدة المعرفة، أي أن المعرفة تكتسب معنى أعمق في ذهن الطالب، وتصبح قابلة للتطبيق بصورة إبداعية عندما يتم تجميعها من مجالاتها المختلفة ودمجها مع بعضها في سياقات تعليمية محددة من أجل حل مشكلة معاصرة.
المهن التي يتولى تعليم ستم إعداد الطالب لها هي تلك التي يتعاظم اليوم احتياج سوق العمل إليها، وهي التي تحظى بأعلى مستوى دخل، وتعتبر قلعة التكنولوجيا -وادي السيليكون- أكبر موظف لمخرجات التعليم الجديد (تعليم ستم)، ومن أبرز تطبيقات تعليم ستم: التصاميم والحلول الهندسية، ونظم المعلومات وتحليلها، والتقنية الحيوية.