م. خالد إبراهيم الحجي
إن كلمة هاكاثون تعني السباق والمنافسة في المجالات التقنية التي تجمع فيها مبرجو الحواسيب، مثل: مصممي الجرافيك والواجهات ومديري المشاريع وغيرهم؛ وذلك لتطوير البرمجيات الحاسوبية لحل المشكلات التي تخص مجالاً محدداً، وقد يكون الهاكاثون لأغراض تعليمية أو اجتماعية ويستمر لمدة يوم واحد وقد يمتد إلى مدة أسبوع كامل، مثل: (هاكاثون الحج) في المملكة العربية السعودية الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في مدينة جدة، بإشراف معالي المستشار الإعلامي سعود القحطاني الذي جعله منافسة على المستوى الدولي تحت سقف واحد قبل حلول حج عام 1439هـ، لتصميم وبرمجة التطبيقات المحمولة في الجوالات الذكية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتدور برمجياتها حول تسهيل مناسك العمرة وفريضة الحج، وشارك فيه (2950) مطوراً من الجنسين من (50) دولة مختلفة. وقد تم تصفيتها إلى أفضل عشرة تطبيقات، ثم اختيار الثلاثة الأوائل منها، وقد حصل فريق مكون من أربع نساء سعوديات على المركز الأول، وفزن بجائزة قدرها مليون ريال على تطبيق (ترجمان) الذي يعمل بدون إنترنت، وبواسطته يتمكن الحاج من الحصول على الترجمة الفورية للوحات الإرشادية المنتشرة في المشاعر المقدسة إلى لغة الجوال المستخدم بمجرد المسح الضوئي لها بكاميرة جواله من دون الحاجة إلى إدخال أي خيار للغة. وقد كان المركز الثاني من نصيب التطبيق (محفظة الحاج) الذي يساعد الحاج على إنجاز المعاملات المالية دون الحاجة لحمل الأوراق والأموال، أما المركز الثالث فقد حصل عليه التطبيق (رؤى) الذي يساعد على نقل وتوثيق مشاعر الحجاج في أيام الحج إلى العالم.
إن النجاح الذي حققه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متمثلاً في (هاكاثون الحج) تحت سقف واحد يبرز أهمية الدور الذي تلعبه الاتحادات الاحترافية المتخصصة في مسيرة التنمية الوطنية، والحاجة الماسة لتأسيسها، مثل: الحاجة إلى اتحاد سعودي للعلوم والتكنولوجيا لإقامة المعارض العلمية للجامعات ومراكز البحوث العلمية لإظهار مخرجاتها العلمية والتقنية تحت سقف واحد في مركز المعارض والمؤتمرات الدولية بالرياض لتحقيق الفوائد التالية:
الأولى: معرفة مخرجات مراكز البحوث العلمية المرتبطة بـ(33) جامعة أهلية وحكومية مرموقة مع مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية، وعرضها مع بعضها البعض على الجمهور تحت سقف واحد على غرار (هاكاثون الحج).
الثانية: خدمة طلاب العلم بطريقة عملية وفعالة لتمكنهم من البحث، والاطلاع ومعرفة جميع المستجدات العلمية في حياتنا اليومية لتبادل المعلومات والخبرات في جميع التخصصات المختلفة، وفي كل المجالات المتنوعة.
الثالثة: تحقيق التعاون والتكامل والتنافس العلمي والإبداعي بين مراكز البحوث العلمية المتنوعة، وبين الجامعات المختلفة، وبين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والاستفادة منها جميعاً لخدمة البحث العلمي والتكنولوجي.
الرابعة: تعارف الزائرين على الباحثين والمسؤولين القائمين على المخرجات البحثية المتخصصة، والمرجعيات العلمية المرموقة ذائعة الصيت في مجالات اختصاصاتها، ليتمكن القطاع الخاص والعام من الاستعانة بمرئياتهم العلمية المفيدة في التقدم العلمي والتطور التكنولوجي.
الخامسة: التواصل بين أصحاب البحوث العلمية والابتكارات التكنولوجية وبين المستثمرين لتحويلها إلى تطبيقات عملية، وأجهزة تكنولوجية، ومشروعات تجارية للاستفادة منها في الحياة اليومية على أرض الواقع.
السادسة: مساعدة طلاب الثانوية العامة في تحديد ميولهم العلمية مع المسارات الإبداعية المعروضة، وإتاحة الفرصة للجامعات للتعرف على الطلاب النابغين منهم واستقطابهم.
السابعة: زيادة الثقة بالنفس والشعور بالفخر والاعتزاز وتقوية الانتماء عند الآباء والأمهات وجميع المواطنين والمسؤولين الحكوميين عند تحقيق الإنجازات العلمية ومشاهدة الابتكارات التكنولوجية.. ويمكن توسيع المعرض مستقبلاً ليشمل مراكز البحوث العلمية والعلوم والتقنية في جميع الجامعات العربية والإسلامية على مستوى الوطن العربي والإسلامي.
الخلاصة
يجب تأسيس اتحاد سعودي يجمع الكوادر العلمية الوطنية لينظم المعارض السنوية للمخرجات العلمية من الجامعات ومراكز البحوث العلمية بهدف تحويلها إلى تطبيقات عملية على أرض الواقع.