أكابدُ من شامي وأشكو يمانيا
ويُسهدُني شرقي أسىً ودواهيا
وغربيَ - ما أقساه- ودَّاً مجزِّئاً
كياني لأحيا تابعاً ومواليا!
إلامَ الهوى الناريُّ يُشعلُ آهاتي
لِيُشغلَ آلاتِ التَّكالبِ ناعيا؟
ليأكلَ بعْضي بعضَه غيرَ آبهٍ
فأُفرِغَ قدْراتي لما شاءَ راضيا
جفاءُ عدوِّ النُّورِ ما عاد غامضاً
وأصغرُ ما أُخفيه أصبحَ عاريا!!
أكنُّ عداءَ الخيرِ أعلمُ إنِّما
أُلازمُ شرَّاً كي أُعيَّنَ واليا
فأُعلِنُ إنْ أصبحتُ عدوانَ ظالمٍ
وأَلقاهُ ليلاً خِلَّةً وتساليا
ويلعبُ بي كّفُّ الفسادِ فأصطفي
ذويه لينْأى الحبُّ والخير واهيا
فيُغتَالُ أخيارٌ ليسموَ فاجرٌ
ويُبْعَدُ أحبابٌ ليقربَ قاليا
أُعايشُ جسْماً بالغباءِ مُشتّتاً
وأحسبُ أنِّي قدْ صعدتُ المعاليا؟!
وما كنتُ مخدوعاً بزيفٍ مُلفَّقٍ
بأهدافِ أعداءٍ وما كنتُ لاهيا
صنعتُ من الأضواءِ عزمي موانعاً
فلمْ تُخْترَقْ زيغاً وما هنتُ غازيا
وكان لعزِّي صيتُ فوزٍ مؤيَّدٍ
فلمْ يُرضِ ظلاَّماً ولمْ يُبقِ طاغيا
ويرفعُ ذا ضعفٍ إذا جاء يشتكي
فويلٌ لمن يبغي بمن جاء شاكيا
بلغتُ الذُّرى في كلِّ فخرٍ بلا ونى
سوى أنَّني بالعدْلِ قد عشتُ ساميا
ويَرهَبُني خصْمي فيذعنُ تابعاً
وإلاَّ سيلقى ألْيلاً إنْ جفا ليا
زهتْ بي أقلامُ المؤرخِ واعتلى
بيَ المجدُ لمَّا زال يختالُ ماضيا
إذا كانتِ الأقلامُ تروي لحاضري
فتأسى لما يجري أسىً متواليا
فلن يدهنَ التَّأريخُ من شاه فعلُه
ولن يبخسَ التأريخُ من عاش زاهيا
فليتَ الذي قد فات يرجعُ حاضراً
ومستقبلاً يمسي ويصبح بانيا
إلهيَ أرجو أن يعود تجزُّؤي
إلى وِحْدةٍ عصماءَ تُصلِحُ ما بيا
فليس سوى الرحمن ينصرُ شاكياً
وليس سوى الجبارُ يردعُ باغيا
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 19/11/1439هـ
dammasmm@gmail.com