عادت الحياة إلى سوق «ربوع قريش» بقرية الأطاولة بمحافظة القرى، بعد ما يقارب من 40 عاما من النسيان، وتدهور السوق التاريخي ومبانيه العتيقة، في عمل جماعي بدعم من هيئة السياحة والتراث الوطني ولجنة التنمية الاجتماعية بالقرية، وفريق آثر التطوعي في الأطاولة.
وأوضح المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الباحة، أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، زاهر الشهري، أن قرية الأطاولة التراثية، ضمن مبادرات هيئة السياحة في التحول الوطني لتأهيل القرى التراثية المدرجة، ضمن خطة عمل برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بالمنطقة، وتحدث عن مشروع الدراسات التأهيلية لترميم القرية، وذلك ضمن عدد من مشروعات للمحافظة على التراث العمراني بالمنطقة، وأن السوق كان يعقد كل أربعاء ويعود تاريخه إلى مئات السنين، وكان يزخر بخطب أدبية وبضائع مختلفة.
وأشار الشهري إلى أن الفكرة جاءت باختيار المنطقة الأثرية، لما فيها من مقومات أثرية وتاريخية بالمنطقة، وتنوع الفعاليات قادنا إلى الارتباط النوعي مع التراث الوطني، لإقامة الفعاليات، كمعرض الأسر المنتجة والبناء بالطين، وعرض الحرفيون من بيوت الخبرة تجربتهم للأجيال الجديدة.
وتعد قرية الأطاولة الأثرية، المطلة على الشارع العام الرابط بين الباحة والطائف عبر جبال سروات الحجاز، أحد المعالم الأثرية والحضارية في هذه المنطقة، بما يشتمل عليه من مبانٍ تاريخية قديمة. فهذه القرية تتربع على مجموعة من التلال بين واديين فسيحين يصبان في وادي بيدة، وينبع هذان الواديان من مسافة خمسة كيلومترات إلى الجنوب من الأطاولة ويتجهان إلى الشمال، ويدعى الوادي الغربي منهما بوادي قريش، كما تمتد طريق الباحة الطائف الرئيسية على المنحدر الغربي لهذا الوادي ويبلغ عرضه أربعمائة متر ويبدأ مجرى الواديين على بعد كيلومترين إلى الجنوب من البلدة، حيث ترتفع الأرض والطريق المارة بها نحو 100 متر بالمقارنة مع وادي الحكمان، وترتفع التلال الواقعة شرق الأطاولة نحو 100 متر عن مستوى الوديان، ويبلغ ارتفاع التلال الغربية 150 مترا فوق مستوى وادي قريش وهي تمثل نواة الحياة السكانية في البلدة منذ عدة قرون، وتشتمل على مساكن من عدة أدوار مبنية من الحجر ومبان والمسجد والجامع القديم ومبنى أول مدرسة نظامية. زوار هذ القرية ما فتئوا يعبرون عن إعجابهم الشديد باهتمام وتطوير القرية الأثرية وتحسين الطرقات القديمة وإعادة بنائها موضحين أنهم لمسوا حرص أصحاب البنايات والأهالي على إبقاء معالم التراث على ما كانت عليه، مشيدين بدور الجهات ذات الاختصاص، خاصة أن منطقة الباحة تزخر بالعديد من القرى الأثرية في السراة وتهامة والبادية، كما احتلت قرية ذي عين مكانة عريقة ضمن تاريخ القرى الأثرية في منطقة الباحة في القطاع التهامي، فتلك القرية الواقعة أسفل عقبة الباحة بمحافظة المخواة ما زالت تحدث ببنيانها الذي يعكس حقبة من التاريخ العمراني في المنطقة بما احتفظت به هذه القرية من مبان، وترتفع ذي عين بحوالي 1985 مترًا عن سطح البحر ومن المنتجات التي تشتهر بها القرية الموز، الذي يتم تسويقه في المنطقة، وتتميز القرية عن غيرها من القرى التراثية بترابط بيوتها عبر ممرات داخل البيوت نفسها حيث يستطيع الزائر أن يزور كل بيوت القرية دون أن يخرج منها وقد سميت بذي عين نسبة إلى عينها الجارية بالمياه طيلة أيام العام لتغذي مزارعها العامرة بالموز والليمون والريحان والكادي ويكتمل عقد بيوت القرية بالمسجد الذي يقع في الجزء الأسفل منها حيث أن موقعه يتوسط القرية والمزارع التابعة لها.