سعد بن عبدالقادر القويعي
شلّ حركة التنظيمات الإرهابية، وتقويض قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة، يعتبر ترجمة عملية لنجاح الأجهزة الأمنية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، والمضي في ملاحقة جميع عناصر الإجرام، والعمل على القضاء على جميع الخلايا الإرهابية بأدواتها، ورموزها، والذي يرتكز على المواجهة - الميدانية والأمنية - الحازمة، - إضافة - إلى الاهتمام بالجانب الفكري؛ لتصحيح مفاهيم من غرّر بهم وفق برنامج متكامل، وإستراتيجية بناءة؛ لاستنقاذهم من براثن هذا الفكر المنحرف، - وخصوصاً - أن تلك الأفكار تتنافى مع تعاليم الإسلام، وأحكامه التي تحرم قتل الأبرياء، وتنبذ كل أشكال العنف، والإرهاب، وتدعو إلى حماية حقوق الإنسان، والتعايش السلمي مع الآخرين، ونبذ العنف، والتدمير.
الإدراك المبكر بخطورة ظاهر الإرهاب، واعتباره مشكلة عالمية خطيرة؛ كونه يمثّل تهديداً للسلام، والأمن - الدوليين -، وتصميم إستراتيجيات للحرب على الإرهاب في دول المنابع الإرهابية، أو في غيرها، يستوجب التصدي لها، وتعاون جميع الدول، وتضامنها، وتضافر جهودها، وقطع مصادر تمويل، ودعم الجماعات الإرهابية، وتفعيل الآليات الدولية في هذا الشأن؛ من أجل مكافحة هذه الآفة العالمية في إطار دولي، والعمل على تحقيق التعاون في مواجهة الجرائم الإرهابية، وهذا هو المدخل الراجح لمحاربة الفكر المنحرف، والأنشطة الإرهابية، وذلك من خلال الاستفادة من الدروس في العقود الماضية، والتعديل بما يتكيّف مع التطورات الراهنة في إستراتيجيات الجماعات الإرهابية.
انطلاقاً من دورها الرائد في تحقيق الأمن، والسلم الدوليين، فإن المملكة ستبقى سباقة في حث المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب، وستقف مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته، والعمل على القضاء عليه، واستئصاله من جذوره، وستجدد موقفها الرافض لكل آيديولوجية تدعو للكراهية، وتحرِّض على العنف، وتسوغ الجرائم الإرهابية، وذلك في إطار الشرعية الدولية الذي يكفل القضاء على الإرهاب، ويصون حياة الأبرياء، ويحفظ للدول سيادتها، وأمنها، واستقرارها، - إضافة - إلى جهودها الحثيثة في تقديم تجاربها للعالم في محاربة الإرهاب، وتجفيف منابعه، والقضاء على أسبابه، وجذوره، والعمل على تحقيق الأمن، والاستقرار في المنطقة، والعالم - أجمع -.