مها محمد الشريف
من البديهي أن نستعرض هذه المناسبة الكبيرة والمقدسة من كل عام وقيمتها العالية، ومكانتها الدينية، التي تؤثر في عقولنا وأروحنا، ففي مثل هذه الأيام المباركة ينبغي أن تُشكل حياتنا نموذجا يحتذى به ليسير كل شيء على مايرام بفضل استعدادات المملكة والجهود الضخمة المبذولة لتهيئة كافة وسائل الراحة وأهمها الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام، وعلاوة على ذلك ندرك جميعا بالفطرة تعلق أرواح المسلمين بالحج وأداء هذه الفريضة وتكبدهم عناء السفر.
ونحن بكل تأكيد نفخر ونعتز بما تقدمة المملكة من مسؤوليات عظيمة بجاهزية قوات الأمن لأداء مهامها، والمحافظة على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام ، و ذلكم سبب وجيه لتيسير أدائهم للمناسك بالتعاون ويتم الوصول إلى الغاية المنشودة من خلال التنسيق المستمر مع جميع الوزارات والمصالح الحكومية والأهلية المعنية.
ونعيد صياغة ما نكتبه كل عام حول تنفيذ خطط وتنظيمات رجال الأمن بالمحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، حيث وقف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على جاهزية جميع القطاعات المشاركة في مهمة أمن الحج لتنفيذ مهامها مما يذكرنا بشكل متواتر ما توفره الوزارة من الأمن والأمان والمثال الأمثل لسلامة حجاج بيت الله الحرام.
وما تقوم به المملكة من مشاريع كبيرة لخدمة الحجاج، وعدد لاحصر له من الخدمات التي تهدف إلى توفير مستوى متميز من الرعاية والمساعدة على أداء الشعائر وتعزيز الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للحجاج، وما تم إنشاؤه من المشاريع الكبيرة «مشروع الأضاحي» الذي يسهل سنة الأضحية على الحجاج ويضمن توزيعها للفقراء ، ويأتي تنظيم مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، من ضمن المشاريع الهامة التي توفر الجهد والوقت على الحجاج، وهكذا تشيد الجسور التي تلغي المسافات بدافع من التزامها بتحقيق التيسير على الحاج.
بل هناك دلالات متعددة تشير إلى مسافات متقاربة بين قارات العالم، أوجدها المعيار الديني وساهم في ثراء الثقافة القديمة والحديثة، إضافة إلى تقنية هائلة لها أطراف متعددة، وأخرى متجددة تدير دفة الحاضر نحو عالم صناعي ضخم يمتلك قدرات عظيمة، وثراءً هائلاً من الموارد البشرية، ويعيش الإنسان نمطاً مختلفاً وبشكل مكثف، يسعى لإدراك موقعه الإنساني والأخلاقي والتقني. وما يتم تصويره هنا للبرهنة أيضا على ماتقدمه المملكة قبل أن يصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم بإعتباره واجباً دينياً بكل خصائصه سُخرت له كل التقنيات والعواطف والتعابير.
قد تكون نوبة متأخرة من النصوص التي يجب كتابتها منذ زمن بعيد، وتكرار أهدافها بحيث تصب في عمق النفس البشرية الراغبة في الرعاية، وتعطي مزيداً من النقاء وبناء تصورات راقية ذات معنى نبيل، يجسد تكثيف الجهود لخدمة ملايين من القادمين من جميع أنحاء العالم في زمن ومكان واحد مزيدا من التلاحم والألفة بين هذه الأعداد الكبيرة المختلفة في ألوانها ولغاتها وثقافاتها. على أرض هذه الدولة العظيمة التي تستقبل الملايين بكل حب وتقدير وتسخر لهم كل الجهود الممكنة من جميع قطاعاتها البشرية والمادية ليؤدي الحجاج هذه الشعائر بأمن واطمئنان كبيرين، وعيون الأمن وقلوبهم تحرسهم و تهيء لهم السبل لإكمال الركن الخامس من أركان الإسلام ، وذلكم سبب وجيه لأن تكون مملكتنا شاشة مضيئة في التقنيات الحديثة يشاهدها العالم من خلال حواسيبهم تقدم كل جديد تبعاً للإيقاع الذي تتطور به حاليا المعارف العلمية ووسائل بلوغها.