د.عبدالعزيز الجار الله
يحاول الخصوم في إيران والحكومة القطرية والحوثي في اليمن وبعض القوى، والدول التي لا يسعدها نجاحات السعودية، يحاولون خلق المتاعب لبلادنا مستغلين موسم الحج وقبل ذلك كان معمر القذافي الزعيم الليبي السابق، وعلي عبدالله صالح زعيم اليمن السابق، وفِي كل محاولة تزداد السعودية قوة وترد عليهم بالنجاحات.
إيران من الخصوم التقليدية للمملكة ودول الخليج كلما شعرت بالقوة العسكرية تأتيها الرغبة في التمدد غرباً نحو العراق والشواطئ الغربية للخليج العربي، فقد اعتدنا على المناكفات والمشاغبات، فإيران مع العراق هما بوابة شرقي العالم الإسلامي، آسيا الوسطى وبلاد الهند حتى حدود روسيا والصين وبلاد المنغول وتصل إلينا حملات حج شرقي العالم الإسلامي في الأزمنة القديمة عبر طريقين هما: طريق الحج البصري قبل الإسلام للحج والتجارة عبر قوافل شمال الخليج والبصرة، حيث تتجه من رأس الخليج إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة تسلك حفر الباطن والقصيم، والطريق الثاني درب زبيدة نقطة تجمعه بغداد العباسية يدخل الحدود السعودية من رفحا وحائل ويصل المدينتين المقدستين، تتحكم إيران في فترات تاريخية بهذين الطريقين قبل دخوله الجزيرة العربية.
أما تركيا الدولة العثمانية فهي تتحكم بطريقي الحج الشامي المصري في شمال غرب الجزيرة العربية عبر تبوك وساحل البحر الأحمر، نقطتي التجمع دمشق لأهل الشام وتركيا، والقاهرة لحجاج مصر والشمال الإفريقي حيث تفرض الدولة العثماني سياساتها وأجندتها على العالم الإسلامي.
الجغرافيا لم تتغيّر أنما الدول اللاعبة سياسياً السابقة ضعفت واهترت ووهنت إيران وتركيا وسورية الشام، وظهرت قيادات جديدة من القرن (18) الميلاد السعودية القيادة والدولة، والتطور التقني في النقل والمواصلات والربط البحري بين البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وتحول المضائق الدولية ومياه البحار إلى ممرات دولية تخضع للنظام الدولي عبر مياه شمال الخليج العربي، ومضيق هرمز، وبحر عمان، وبحر العرب، وخليج عدن، ومضيق باب المندب، والبحر الأحمر، وشمال البحر الأحمر بقناتيه العقبة وقناة السويس، وهذا عزَّز دور السعودية وحرَّر المداخل إليها البرية والبحرية والجوية، وبالمقابل همش من أدوار الدول التقليدية في الإمبراطوريات القديمة بالمنطقة، وحرَّر العالم الإسلامي من نقاط التجمع في إيران وتركيا ودمشق، وهي الدول (القابضة) التي كانت تخنق العالم الإسلامي لأن الشعوب لا تصل إلى المدينتين المقدستين إلا عبر ممراتها ومناطقها.
هذا شكل من أشكال الحقد التاريخي على السعودية والخليج من دول الإمبراطوريات القديمة التي نراها تحترق من الغيظ وتظهر سخطها وسمومها مع كل موسم حج.