سمر المقرن
أحد أهم أسباب السعادة هو مساعدة الآخرين، ومثبت في البحوث والدراسات أنها سبب لاستمرار السعادة، وتمنح الشخص الصحة والقوة والإنتاجية، هذا كلّه ينطبق على المملكة، فما يسمعه أي منّا عن المساعدات التي تقدّمها للمحتاجين والمنكوبين واللاجئين أقل بكثير من الواقع، لأن الواقع صعب الإسهاب به أو حتى تعداده، فهذه البلاد خُلقت لتعطي دون أن تنتظر رد العطاء، تمنح وتمضي ولا تلتفت للوراء، ولن أنسى مقولة والدتي - حفظها الله- عندما سألتني بعد عودتي من الرحلة التي ساهمت فيها مع مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية قبل أقل من خمسة أشهر لتقديم يد العون للمنكوبين «الروهينقا» في بنجلاديش، سألتني عن معونات المملكة لهم، فوصفت لها هذا العطاء الباذخ وهذه المشاريع السعودية العظيمة التي تضمن لهؤلاء المساكين حياة كريمة، فقالت: «يا بنتي هالخير اللي تسويه ديرتنا هو اللي راد عنها الشر».. كان لهذه الجملة البسيطة أثر عظيم في نفسي، فهي بسيطة في تلقائيتها لكنها عميقة جداً في معانيها، وفي أن تمنح ذهني مساحة عريضة للتفكير في كل هذه الأحوال.
العمل الإنساني سلوك عظيم في كل معانيه، ومساعدة الآخرين حالة تبعث السعادة وهذا لعله سر السعادة التي ظهرت في الدراسات العلمية أن الشعب السعودي يتمتع بها، نشعر دائماً بذلك الإحساس المفعم بالرضا لأن بلادنا سخّرت نفسها للخدمة، خدمة الناس في هذا البلد من حجاج ومعتمرين وزوار لبيوت الله، ومن خدمة الناس والشعوب والحكومات من أقرب بلد إلى أقصاها، الخدمة لأجل المساعدة والعطاء لأجل أننا بلد معطاء.
كل هذه الأمور دارت في ذهني وأنا أتابع الفعاليات العالمية للاحتفال يوم الأحد المقبل 19 أغسطس باليوم العالمي للعمل الإنساني والصادر عن قرار الأمم المتحدة منذ العام 2008م، وذلك بهدف رفع الوعي بأهمية العمل الإنساني، وتعزيز الحكومات والمؤسسات لزيادة المساعدات وإيصال الإمدادات للمنكوبين والمحتاجين.
ولأنني في هذا اليوم لا يمكن سوى أن أتذكر تلك الصور التي كنت شاهدة عليها في تقديم جزء بسيط مما تقدّمه المملكة للمنكوبين، والعمل الدؤوب لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يلخص مقولة الروائي الروسي ليو تولستوي: (المعنى الحقيقي للحياة هو خدمة البشرية).