خالد محمد الدوس
بقلوب مفعمة بالحزن والأسى ومرارة الفقد.. فقدت الصحافة المحلية أحد رجالاتها المخلصين ورموزها الأوفياء الذين أمضوا ما يقارب أربعة عقود زمنية ونيف ركضاً في مهنة المتاعب وهمومها.. برحيل الإعلامي المعروف والمربي الفاضل الأستاذ عبدالرحمن المصيبيح -رحمه الله رحمةً واسعة- بعد معاناته المرضية.. خسرت الصحافة السعودية واحداً من ألمع وجوهها ممن أثروا المهنة بقلمه النزيه وفكره الرصين المتلزم بقضايا الوطن والمواطن وبآرائه النابضة بالوطنية والمفعمة بالإنسانية والقيمية والمجتمعية.. كان ينطلق حسه الإعلامي الرفيع من منطق سديد وسلامة الطرح وتحليل بديع وأسلوب متين على كثير من الإشراق والإبداع الصحفي خاصة في أسلوب طرح فن الحوارات مع المسؤولين ورجالات الدولة في كثير من القضايا والجوانب الاجتماعية التي تهم المواطن والوطن.. ولا غرو من ذلك فأبي بدر -غفر الله له- عاش الصحافة عقوداً من الزمن صافحت العقد الرابع أو تزيد, وعاش المروءة والنبل والقيم المهنية الأصيلة والموضوعية في التعاطي الإعلامي التي تمثل أساسًا لممارسة مهنة العمل الصحفي.. بعد أن نذر عمره وأفنى شبابه للصحافة وفن الكتابة بحب وعشق وانتماء أصيل لمهنة المتاعب والمصاعب.!!
تشرفت بمعرفة أستاذنا النبيل في قيمه التربوية وشيمه الأخلاقية (أبو بدر) أبان عملي الصحفي بصحيفة الجزيرة على مدى عشرة أعوام وكنت ألتقي به في قسم الإخراج الفني متابعاً -كما هو ديدنه- لصفحته الإخبارية أوالحوارية التي تميز بها فقيدنا الغالي من خلال لقاءاته الصحفية المتميزة مع كبار المسؤولين ورجالات الدولة في الشأن المحلي, وكعادته -رحمه الله- عندما يقابل زملاء المهنة وغيرهم كان باسم الثغر وصاحب ابتسامة نقية وبشاشة عفوية تنم عن شخصية تربوية أصيلة وشيم أخلاقية فضيلة محّبة للجميع... نعم شخصية واعية تحترم الصغير قبل الكبير بتواضعه وبساطته وروحه المرحة الشفافة فاتفق الجميع -كيميائيًا- على محبته وإجلاله, كان الفقيد كبيرًا في حكمته وفي حبه لوطنه وفي تضحياته المهنية والإعلامية التي عشقها منذ بواكير عمره.. خلاصتها شخصية إعلامية رصينة ذات رقم مؤثر في العمل الصحفي في الشأن المحلي.
رحم الله (صديق الجميع) في عالم الصحافة.. صاحب القلب الكبير من النقاء والصفاء والوفاء الأستاذ (عبد الرحمن المصيبيح) الذي رحل بجسده.. وبقت سيرته النيرة وسمعته العطرة محفورة في الذاكرة والوجدان. مع خالص تعازينا لذوي الفقيد الغالي وللإعلام والصحافة السعودية.. تغمده الله بواسع رحمته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.