بقلوب ملؤها الأسى والحزن فقدت الصحافة السعودية أحد صحفييها المميزين هو الزميل (عبد الرحمن بن صالح المصيبيح أبو بدر)، الذي عمل طوال مشواره في الصحافة قرابة أربعين عاماً في جريدة الجزيرة منذ أن كانت في مقرها القديم في حي الناصرية، وشارك في الصلاة عليه وتشييعه جموع كبيرة من المصلين في جامع الملك خالد في مدينة الرياض وووري جثمانه الثرى في مقبرة عرقة. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
من خلال حديثي عنه لا بد أن أشير إلى مدى حزني لفراق الغالي أبي بدر، فقد كان لي الشرف أن أكون من ضمن عدد من الزملاء الذين حضروا مناسبة عشاء أقامها -رحمه الله- في منزله الجديد في أحد أحياء الرياض الحديثة والتي تسمى (النزاله)، وذلك قبل عدة سنوات وكانت أمسية جميلة بحضور إخوانه وزملاء المهنة والعمل. ومن خلال مسيرته الإعلامية كان متابعاً لكل المناسبات رغم عدم تفرّغه، وكنت أتابع تغطياته كونه ينقل الحدث بكل واقعية وصدق، وقد تبلغ التغطية أكثر من صفحة مدعومة بالعناوين والصور وأنا من خلال عملي في هذه الصحيفة استفدت منه الكثير وخصوصاً في عملية التغطيات والملاحق الإعلامية. ومن خلال تغطية «الجزيرة» لوفاته خلال هذه الأيام أشاد به العديد من الزملاء، وقد سبق له أن زار الرس عدة مرات لوجود أقرباء له يحرص على زيارتهم.
رحمك الله أبا بدر، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجعل ما أصابه من مرض تكفيراً وطهوراً. وأختم بقول الشاعر:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول
** **
منصور بن محمد الحمود - الرس