عبده الأسمري
لا يتقيدن بموعد محدد للعمل ولا يلتفتن إلى مكان بعينه للاستقبال، بل إنهن «سفيرات» ضيافة وممثلات «كرم « يقمن بأعمال دؤوبة في مواسم الحج والعمرة إنهن المطوفات المكيات القائمات بعمل الجنديات المجهولات في أعمال متعددة الجوانب ومتمددة الاتجاهات.
في فنادق المسفلة والعزيزية تقف مجموعة من النساء المكيات متأبطات «حقائب « يدوية كبرى وأمامهن أطفال موشحون بالورد وخلفهم فتيات يحملن سلال التمور..ينتظرن حافلات الحاجات القادمات من الدول العربية ومن شتى اصقاع الأرض..
وما إن يتوقف الباص حتى يتم توزيع الأدوار بتوجيهات «إنسانية» ووجهات «عاطفية» تزرع الطمأنينة.. وتبعث السكينة.. حيث يتم تقديم كوب ماء زمزم بارد من عبوات كبرى تم تعبئته فيها ثم يقدم لهن التمور.. مع موشحات أصيلة من الترحيب المسجوع بعبارات مكية خالصة يخالطها «لهجة عربية توافق جنسية الضيوف» بحكم الخبرة وباحتكام عمق الضيافة. ثم يتم استقبال استفساراتهن والمكوث في بهو الفنادق لتقديم الخدمات الصحية من خلال توزيع حقائب الإسعاف وأيضاً توفير خارطة للتنقل وكذلك الإرشاد فيما يخص الأسئلة الجائلة في ذهن الزائرات إضافة إلى توزيع المصاحف والهدايا والحلوى وغيرها مع عدد من المقتنيات والأغراض الخاصة بتراث مكة وعبقها التاريخي.
تقول إيمان باشا رئيسة فريق بركة زمزم التابع لمؤسسة حجاج الدول العربية إننا نتجهز باكراً لهذا المحفل العظيم من خلال توزيع المطوفات في فرق ميدانية ومكتبية يتم توزيع الأدوار فيما بيننا مضيفة أن موسم الحج يعد بمثابة موسم الفرح ومعلم البهجة.. مؤكدة أن المطوفات يتعلمن حتى اللهجات الخاصة بكل دولة حتى يرتسم مشهد الارتياح والسرور والمفاجأة لدى الحاجات.
وتعد مهنة الطوافة من المهن المتوارثة عبر الأجيال وتشتهر بها «أسر وعائلات مكية معروفة وشهيرة» وتولي وزارة الحج اهتماماً بها وبوجودها من خلال مؤسسات الطوافة التي تعد مظلة لأعمالها.. وتقدر عدد المطوفات بأكثر من 2000 مطوفة من المكيات وأسرهن ويتم تعليم النشء باكراً عليها من خلال مرافقتهن للمطوفات والاطلاع على العمل عن كثب.
وكانت المطوفات في زمان مضي يقمن باستضافة الحجاج والحاجات في منازلهن قبل تواجد الفنادق ومواقع الايواء ويقمن باعداد الطهي لهم في المنزل وتطورت المهنة وباتت جزءا من منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في مشهد وتلاحم أخوي وتعاوني نادر تشهده مكة المكرمة في مواسم الحج والعمرة.