إبراهيم عبدالله العمار
تمتلئ قصص الأبطال الخارقين بأعداء أشرار لهم غالباً قدرات خارقة، فمثلاً هناك دومزداي عدو سوبرمان، وحش ضخم منكر الشكل، وهناك أبوكاليبس، أحد أشرار عالم مارفل، لكن لا يحتاج الشرير إلى قدرات خارقة ليكون شوكة في خاصرة البطل، فأشهر الأشرار هم بشر لكنهم يتفوقون على الأبطال بذكائهم، منهم ليكس لوثر أعتى أعداء سوبرمان، والجوكر عدو باتمان الأول، واللذان وظفا الذكاء البشري ليكون سلاحاً أقوى من أي قدرات خارقة.
إنه أمر مخيف أن يولد إنسان بذكاء فائق ويقرر استخدام ذكائه للشر، لكنه أمر يحصل كثيراً جداً، ومن الطرق المعروفة لقياس ذكاء الإنسان هو ما يسمى حاصل الذكاء IQ. المعدل لأكثر الناس ما بين 85 إلى 114، وكلما صعد الرقم زاد الذكاء، ولننظر إلى تد بَندي، أحد أشهر القتلة الأمريكان الذي لا يزال اسمه يرن في أذهانهم رغم 3 عقود على مقتله، فقد وصل حاصل ذكائه إلى 136، ووظّف ذلك في قتل عشرات الأبرياء (30 ضحية على الأقل)، وتخرّج بأعلى الدرجات في علم النفس، وبعدها قُبِل في جامعة يوتا بناءً على رسائل توصية من أساتذة يشيدون به! وبسبب ذكائه وبراعته في علم النفس وصفه محاميه أنه نموذج الشر الخالص عديم الرحمة.
قاتل آخر من أمريكا هو جيفري دامر الذي وصل حاصل ذكائه إلى 145، درجة قريبة من العبقرية، ودخل الجامعة بنية التخصص في إدارة الأعمال لكن عشقه للخمر أضاع فرصته، فدخل الجيش وهناك أيضاً أثر عليه شربه، فهاجم اثنين من رفاقه ذات مرة وسرّحوه، وهذا الإدمان أضر بمخه، واستمر في جرائم القتل ما لا يقل عن 10 سنين بعد ذلك في جرائم حيّرت السلطات وأرعبت الجميع، حتى هربت إحدى ضحاياه ودلت الشرطة على مسكنه، ودخلوا وحبسوا أنفاسهم لما رأوا شقته المخيفة المليئة بالجثث وأعضائها، وأتت نهاية دامر في السجن لما قتله أحد المسجونين في مشاجرة.
إذا كنتَ من الأذكياء، هل وضعتَ ذكاءك فيما يفيدك ومجتمعك وأمتك؟ إنها نعمة لا يستخدمها الكثير أمثل استخدام (والدليل بالأعلى!).