رجاء العتيبي
ونحن نتابع الأسبوع الماضي صفقة (عموري) مع الهلال وصفقة (أحمد موسى) مع النصر والصفقات الأخرى في الأندية الأخرى الأهلي والاتحاد يخالجنا شعور بأننا لن نتغير حتى لو تغيرت القيادات الإدارية أيًا كانت درجتها العائلية، تنافس شديد وتعليقات ساخرة وهاشتاقات محبطة وإفساد متبادل للصفقات، ما ينذر بتكرار سلوك (التعصب الرياضي) الذي ما برحت الرياضة تعاني منه منذ سنوات طويلة.
لا يعني أن يكون هناك (تعصب وتحزب وتكتل) أن الدوري سيكون (حاميًا) على حد وصف عدد من المتابعين، يكون الدوري حاميًا عندما يرتفع المستوى الفني وتدخل فرق جديدة للمنافسة ونصبح مثالاً للعب النظيف، أما أن يكون الكل (يجر النار لقريصه) بالطرائق المشروعة وغير المشروعة، فذلك يجعل من الدوري (مكهربًا) ويصبح (بيئة غير نظيفة) لا تتيح فرصة للتفكير والإبداع والتميز والتنافسية إقليميًا وقاريًا ودوريًا.
الذين يقودون التشوه الرياضي في الصفقات الرياضية هنا أو هناك يمكنك أن تعرفهم من (لحن القول)، كلامهم غير متزن، وغير واقعي، مشتتين، متلونين، يغيرون كلامهم ألف مرة، قل (عنهم ما تقول) لن يغير من الأمر شيء، اعتادوا أن يكونوا في منطقة الجبهات هذا مكانهم، بل (مكانتهم) فهي تليق بهم لأنهم غير قادرين على التصالح مع أنفسهم ومع الآخرين.
يمكنك أن تراهم في وسائل الإعلام بكل وضوح، ويمكن أن تراهم مستشارين خلف الكواليس، ويمكنك أن تراهم في الاستراحات، ويمكنك أن تراه (مصمم جرفيك) وظف موهبته في (الفوتوشوب) في النيل من الآخرين بحسب ما يمليه عليه تعصبه الرياضي.
الأسبوع الماضي في صفقة عموري وأحمد موسى - في تقديري - عدنا للمربع الأول (سنة أولى رياضة)، بعد أن شاهدنا مبادرات إيجابية مؤخرًا أنجزتها هيئة الرياضة بكل اقتدار، ولكنْ - من جهة أخرى - الصفقتان قالتا كل شيء عن المجتمع الرياضي غير القابل للتغيير، عن الإعلاميين عن قادة الأندية عن أعضاء الشرف عن الجماهير.
متى يكون رئيس النادي ناجحًا في نظر جماهير النادي؟ هل إذا كسب الصفقة بأي طريقة؟ أم إذا استطاع خلال فترة عمله أن يرتقي بمستوى النادي؟ أم يكون ناجحًا إذا استطاع أن يفسد الصفقات على المنافسين لناديه؟ لماذا يفكر الجمهور بهذه الطريقة؟ من يقودهم بهذا الاتجاه؟
أسئلة مربكة أخرى يمكن أن نطلقها هذه الأيام، بعد أن شاهدنا حراكًا رياضيًا لا يدعو للتفاؤل، يتحمله الأصوات النشاز عند الجماهير المتنافسة التي أعطتهم الأندية مساحة لأن يحضروا للمطار لاستقبال اللاعبين المحترفين من خارج السعودية.
صوت الجنون بات هو الأكثر صخبًا، أما صوت الحكمة فلا يكاد يسمعه أحد، هذه المواقف لا تختلف عن موقف من يقول لك إذا (شجعت) ذلك النادي عليك أن تكره النادي المنافس!! متناسيًا أن الرياضة تنافس شريف تعمل من أجل الوطن وأبنائه.