الجزيرة - وفاء أحمد:
تنوعت الفعاليات والأنشطة والأركان في فعالية حكايا مسك كأكبر تجمع للمبدعين في مجالات الكتابة والرسم والإخراج والرسوم المتحركة، بمشاركة شركات محلية وعالمية، ونخبة من الخبراء والمبدعين العالميين من 11 دولة حول العالم من بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها
من جهته شارك رسام الكاريكاتير عيسى التميمي في فعالية حكايا مسك لعام 2018م يقول: «صفحة الكاريكاتير هي أول ما يطالعه القارئ مع فنجان القهوة لكي يبتسم في أول الصباح» مؤكدًا أن فن الكاريكاتير يستطيع إيصال الفكرة والحدث بشكل مبسط لجميع الناس باختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم العلمية.
ويضيف: «من خلال تناول موضوع ما، يلامس الكاريكاتير هواجس المجتمع ويلفت نظر المسؤول نحو العمل بشكل جاد على حل المشكلة المطروحة، إنه يقول في مشهد واحد ما يمكن قوله في كتابات مطولة وقد يترك وقعاً أكبر منها».
وقد شارك التميمي في عدة أنشطة وفعاليات فنية داخل المملكة قبل أن يعرض تجربته في ركن خاص في حكايا مسك التي يراها إضافة حقيقية لمشاركاته السابقة حيث أتاحت له الالتقاء بعدد كبير من الشباب الراغبين في إتقان هذا الفن العريق.
ومن جهة أخرى شارك نايف الرزيق مؤسس متجر (بوك تشينو) هو أحد هذه النماذج التي لم تكتف بالشغف الشخصي تجاه القراءة، بل صنعت منه مشروعاً يتمتع بشعبية واسعة في أوساط الشباب، وذلك لاتباعه طرقًا مبتكرة في عرض وتسويق الكتب، الأمر الذي جعله خياراً عصرياً للكثير ممن يرغبون في تعزيز علاقتهم بالكتاب والحصول على تجربة تفوق مجرد القراءة، وقال نايف: «بدايتي مختلفة بعض الشيء، كنت أستعد لزيارة المنطقة الشرقية ولكن لسوء الحظ تعطلت سيارتي قبل الرحلة بساعات ولم يكن أمامي حينها إلا أن أبحث عن رحلة في أسرع وقت لم أجد مقعدًا في الطائرة، فالتحق بأول رحلة متجهة إلى الدمام بالقطار مصطحباً كتابه ليمارس هواية القراءة غير أن الأمور لم تسر كما يجب، يقول: «فجأة سمعت أصوات أطفال مرتفعة في العربة التي بجانبي سببت لي إزعاجاً فلم أستطع إكمال القراءة، أخذت حقيبتي الصغيرة وبدأت توزيع الهدايا على الصغار والكبار التي كانت مجموعة كتب وبعدها بدقائق عم الهدوء بالمكان حتى وصلت لمحطة الوصول بكل سلام. لانشغال الكل بالقراءة». هذا الحل العفوي جعل نايف يفكر في البدء بمشروع تطوعي ثقافي يكون الهدف منه نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع وخصوصًا الشباب، يواصل حديثه: «قمت بإنشاء موقع على موقع الانستجرام لطرح كتاب مقروء بين المتابعين، وقد كانت تلك النواة لفكرة تأسيس (بوك تشينو) الذي يمكن شرح اسمه بجملة بسيطة «خذ كتاباً وتناول قهوتك».
بعد عامين من العمل في الفضاء الإلكتروني، تلقى نايف مطالبات عدة من الجمهور، بإنشاء مكتبة حقيقية لشراء ونشر الكتب، وهو ما تحقق بالفعل في عام 2011، يقول: «تم افتتاح المكتبة بعمل تشاركي من بعض الأصدقاء الشغوفين بالقراءة ليصل صداها إلى خارج مدينة الرياض ولله الحمد».
بعد أكثر من سبع سنوات على الانطلاقة، وتحقيق جماهيرية واسعة، ينظر نايف إلى الصعوبات التي واجهها ونجح في تجاوزها، ويتذكر قائلاً: «لم يكن لدي القدرة المالية لافتتاح المكتبة بسبب قلة الدعم المالي وعدم اقتناع بعض التجار بفكرة المكتبة بحجة أنه لا مردود منها يستحق العناء».
ثمة عناصر عدة تميز (بوك تشينو) عن غيرها، كما يرى نايف، الذي يوضح بالقول «من أهم العناصر في نظري إبراز محتوى الفكرة الأساسية لكل كتاب، تقديم الدعم لكل قارئ مبتدئ، وتحديد مستوى الكتاب لكل قارئ، تحويل القراءة إلى المتعة، تقديم شروحات للكتب، بالإضافة إلى تقديم واستضافة المؤلفين في المكتبة.وإدخال التقنية في التواصل المباشر مع الزبائن عبر الشبكات الاجتماعية وتطبيق سناب شات بطرح كل جديد في عالم الكتب والنشر».
على صعيد آخر شارك الشاب زياد الروقي الذي يحمل شهادة الدكتوراه، مؤسس مشروع خاص منطلقاً من شغفه الخاص بالقهوة العربية التي يصفها بأنها رمز لثقافة الوطن، حيث تشرب من شمال المملكة إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها. وأطلق الروقي (قهوة زاد) على مشروعه الذي جعله يترك عمله في مجال الصيدلة بشكل كي يتفرغ لتأسيسه، يعلق «اخترت مجال صناعة القهوة لأن كثيرًا من غير العرب دخلوا على هذا المجال بشكل قتل متعة القهوة وجعل كثيرًا من محبي القهوة العربية يمتنع عن شربها بسبب سوء الطعم وخلوها من (النفس) الأصيل».
وعن سر اختياره لهذا الاسم (قهوة زاد) قال الروقي: إن القهوة في زمن الأجداد والآباء مع حبات التمر أو الرطب كانت بمثابة (الزاد) أو بمعنى آخر كان (وجبة) مكتملة العناصر سواء في السفر أو غيره، والتي كان يمكن الاكتفاء بها عن الطعام في كثير من الأوقات. وفي تعليقه على تحول الشباب لأصناف جديدة من (الكوفي) يرى زياد أن هذا لم يمنع حرص الكثير من الناس على تناول القهوة العربية صباحاً ومساءً، رغم ظهور جيل جديد لم يعد يحرص على تناول القهوة إلاّ في المناسبات واستبدلها بأنواع جديدة من أنواع المشروبات الساخنة والباردة مع انتشار محلات القهوة الحديثة «الكوفي شوب»، والتي تقدم قهوة تحمل أسماء كالقهوة الأمريكية والفرنسية و«الموكا» و«اللاتيه»، ويعلق هنا قائلاً: بعض شباب اليوم استبدلوا البن العربي بـ«الأسبرسو».
ومن جهة أخرى يشارك صاحب منصة لمبة الطبيب الشاب معاذ جعفري إن «لمبة» فكرة مبتكرة راودته بسبب هوايته للفن وشغفه باللوحات الفنية، وقد اختار فعالية (حكايا مسك) هذا العام لتكون أول انطلاقة لمنصته الجديدة. ويمكن وصف فكرة «لمبة» بأنها «وسيط» بين الفنانين والرسّامين وبين المهتمين بشراء اللوحات ويتم من خلالها عرض تلك اللوحات على منصات البيع الإلكترونية ومن خلال المعارض وبيعها بهامش عمولة لا يتجاوز 10 % من قيمة اللوحة الواحدة، ولهذا جاءت التسمية على أساس أن المنصة تسلط الضوء على لوحات الفنانين ليراها المهتم بشراء تلك اللوحات. وتتميز تجربة الدكتور معاذ جعفري بأنه مارس شغفه في ريادة الأعمال التي لا يراها بعيدة عن تخصصه الأكاديمي «الطب»، حيث يؤكد أن فيهما قاسماً مشتركاً يتمثل في مساعدة الآخرين.