م/ نداء بن عامر الجليدي
كثيراً ما يستوقفنا في جولاتنا السياحية فن العمارة وجودته في بعض الدول من حيث مستوى بناء الجسور والأنفاق والشوارع والمدارس والمستشفيات والمنشآت الحكومية والخاصة لما تمتاز به من جمال في الشكل وروعة في التصميم وجودة في البناء تشدّ الناظر إليها وتبهره وتظل ذكراها عالقة في مخيلته ويأمل مثيلاً لها في بلده. لذا يقع على عاتب مسؤولين برنامج جودة الحياة 2020 أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 تهيئة بيتنا العمرانية لتحسين نمط حياتنا اليومية
فحركة العمران السريعة والمتلاحقة التي اجتاحت قطاع الإنشاءات العمرانية العامة والخاصة في مملكتنا الحبيبة وسابقت الزمن في سرعة إنجازها بهدف الاستفادة منها، أفرزت للأسف بعض المبانِي التي تفتقر للجودة والاستدامة والكفاءة، طبعًا لا يسري ذلك على كل المباني التي شيدت في السنوات الأخيرة ولكنها في واقع الحال موجودة وتحتاج لمتابعة وحصر حتى لا تستمر صفة الجودة المتدنية مرتبطة بالحركة العمرانية فيما يتصل بتطبيق الكودات والمواصفات الفنية الهندسية وشروط السلامة العامة الغير مطبقة مع الأسف.
صفة عشوائية التخطيط في بعض المناطق والمنشآت واضحة للعيان، وبالذات أي منطقة تكثر فيها الأبراج حيث شُيدت أبراج شاهقة متلاصقة مع بعضها البعض ومنها ما هو بجانب الحرمين الشريفين، يفتقر معظمها لمواقف تستوعب حتى مستخدميها، في حين اُستخدم في بعضها الآخر مواد رخيصة التكلفة رديئة لا تتناسب وحجم البرج وموقعه وتصميمه، وكذلك في بعض المباني التي سرعان ما تتأثر بالعوامل والتغيرات المناخية الطبيعية البسيطة مثل المطر والحرارة والرياح، مثل هذه التجاوزات الواضحة تحتاج لرقابة وإشراف ومتابعة للحفاظ على مستوى جودة المباني سواء كانت شققًا أو مجمعات سكنية أو مباني تجارية أو أبراجًا أو منشآت عامة كالمدارس والمستشفيات، لأنها تؤثر في النهاية على جمال المدينة والشكل العمراني فيها.
في ظل النهضة العمرانية التي تشهدها دولتنا الحبيبة تشتد الحاجة لنظام مراقبة وتأكيد الجودة في المباني الحكومية والخاصة يتناسب وهذه النهضة الحضارية الحديثة، نظام يتحقق من الشروط الفنية الضرورية الواجب اتباعها في الكود الهندسي للبناء والتعليمات والمواصفات الفنية العامة لجميع مراحل العمل الهندسي من تصميم وإشراف وتنفيذ وتسليم وتشغيل وصيانة وأعمال السلامة العامة.
نظام ينسق العلاقة وينظمها بين الجهات المعنية بالبيئة العمرانية بما يخدم ويحقق معايير الجودة والسلامة وشروطها.
ومثل هذه الأنظمة ليس بجديد لأنه مطبق في بعض دول العالم والدول العربية مؤخرًا، لذا فالاستفادة من التجارب المطبقة قد يساعدنا في تحسين أهم جزئية في برنامج جودة الحياة 2020 في مدننا بما ينعكس على نمط الحياة للفرد والمجتمع للأفضل... ودمتم بود