سليمان الجعيلان
في (12 أبريل 2014) رفعت إدارة نادي الرائد برئاسة عبد العزيز المسلم شكوى رسمية للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي اتهمت فيها إدارة نادي النصر بأنها خلف تغيب وتهرب اللاعب عبد العزيز الجبرين عن خدمة ناديه، والانقطاع عن تدريبات فريقه والغياب عن مباريات فريقه المحلية وكذلك في البطولة الخليجية، وعلى أثر هذه الشكوى أصدرت لجنة الاحتراف آنذاك عدة قرارات دانت فيها تصرفات إدارة نادي النصر وتصريحات اللاعب عبد العزيز الجبرين، وفرضت غرامات مالية بقيمة 500 ألف ريال على نادي النصر وكذلك 300 ألف ريال على اللاعب عبد العزيز الجبرين وأيضاً 300 ألف ريال على عضو شرف نادي النصر سلمان المالك وكذلك 300 ألف ريال على وكيل اللاعبين ذيب الدحيم والمحسوب على إدارة نادي النصر؛ لثبوت مخالفتهم مواد ولوائح لجنة الاحتراف في الدخول على خط مفاوضات إدارة نادي الهلال مع إدارة نادي الرائد لكسب خدمات اللاعب عبد العزيز الجبرين والتي تحدث عنها وصرح حيالها بكل شجاعة وشفافية رئيس نادي الرائد عبد العزيز المسلم في العديد من الوسائل الإعلامية بأن نادي النصر لم يقدم أي عرض لضم اللاعب عبد العزيز الجبرين، وأن العرض الوحيد الذي تلقته إدارته جاء من نادي الهلال وان اللاعب أبدى الرغبة الكاملة في الانتقال للهلال قبل أن تفاجأ إدارة نادي الرائد باختفائه وتغير كلامه ومن ثم اتفاقه وانتقاله إلى نادي النصر!!.. بهذه الصفقة الوحيدة يسجل التاريخ أن نادي النصر لم يسبق أن كسب التنافس مع نادي الهلال على صفقات اللاعبين إلا بهذه الطريقة غير الاحترافية التي وجدت ردود فعل كبيرة وكثيرة، بسبب فشل لجنة الاحتراف في التعامل مع القضية بشجاعة ومسئولية وباتخاذ أسلوب سددوا وقاربوا بين تحركات الهلاليين القانونية وتصرفات النصراويين غير النظامية، وكذلك بمساواة الجاني بالمجني عليه في العقوبات الاحترافية والغرامات المالية!!.
الغريب والعجيب أن اللاعب عبد العزيز الجبرين والذي زعموا انه فضَّل عرض النصر على عرض الهلال لأسباب مالية لم يستلم مقدم عقده الذي وقعه مع نادي النصر في (07 مايو 2014) إلا في (10 أبريل 2018)، ليس هذا فحسب بل وبدعم مباشر من معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ، كما أكد وتحدث اللاعب نفسه في مداخلة تلفزيونية مع برنامج الخيمة بأن الأستاذ تركي آل الشيخ تكفل بجميع مستحقاته السابقة وكذلك بتجديد عقده مع ناديه، بينما اللاعب الدولي السابق سعودي كريري والذي تعاقد معه نادي الهلال لتعويض صفقة عبد العزيز الجبرين ظهر في (11 مايو 2018) وتحديداً في برنامج كورة وتحدث قائلاً (من أفضل مراحل حياتي الاحترافية في نادي الهلال لعبت مع الهلال سنتين ونصف، وللأمانة وجدت بيئة احترافية وقضيت في الهلال أياماً جميلة، وأكون معك صادقاً عشقت الهلال) انتهى كلام سعود كريري والذي مثله العشرات من اللاعبين سواءً الأجانب أو المحليين الذين احتفظوا للهلال وللهلاليين بحسن التعامل وصدق المعاملة، لذلك لا أحد يستغرب أو يتعجب عندما يرفض أكثر اللاعبين العروض الأخرى ويقبل بعرض الهلال، ويتنازل اغلب اللاعبين عن بعض شروطهم الاحترافية ومطالبهم المادية من اجل الانضمام للهلال؛ لما يسمعونه سابقاً ويجدونه واقعاً في نادي الهلال من أجواء نقية وبيئة احترافية!!.
عموماً تعمدت أن أعود إلى تلك الحادثة المثبتة وهذه التصاريح الموثقة لأن المقال والمقام لا يتسع لذكر كيف كسب نادي الهلال صفقات محمد الدعيع وياسر القحطاني وياسر الشمراني وبشار عبد الله وجاسم الهويدي وغيرهم الكثير بالفكر والقيم والمبادئ الرياضية مقابل صفقة واحدة خسرها الهلال بطريقة غير احترافية، وأن ما حدث في صفقة النجم الإماراتي عمر عبد الرحمن ما هو إلا امتداد لسلسلة صفقات تنافس فيها الهلال مع النصر وكسبها الهلال جميعاً هي ما تؤكد وتثبت أن سور الهلال عالٍ بفكر ومبادئ وقيم الهلال ولا شي غيره والذي مثّله وطبّقه ونفّذه في هذه الصفقة رئيس نادي الهلال الكابتن سامي الجابر بكل إتقان وهدوء واتزان، على الرغم من كثرة المتغيرات وضخامة الإغراءات التي رفضها عمر عبد الرحمن من أجل الانضمام للهلال!!.