لا يخفي علينا ما تقوم به الدولة أيدها الله ممثلة بالقيادة الحكيمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده مهندس رؤية2030 من جهود حثيثة لتمكين أبناء الوطن من الوظائف وتأسيس المشاريع الصغيرة وتشجيعهم للاستثمار في مقدرات الوطن وتغطية جزء كبير من الاقتصاد بالاستثمار بأيدي شبابنا واستثمار طاقاتهم وأفكارهم بما يعود بالثمرة على الاقتصاد العام للدولة.
وقد سخرت الدولة لذلك كل الإمكانات من إنشاء الهيئات مثل هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة وهيئة توليد الوظائف التي قتلت بمهدها، وكذلك حث الوزارات لتطوير أنظمتها للتواكب مع هذا التوجه في رؤية 2030، ودعمت ذلك الصناديق التمويلية الحكومية مثل بنك التنمية، وهدف والصندوق الصناعي، والبنوك التجارية.
وبالملاحظة والتأمل نجد أن كل هذه الجهود لم توجد البنية الأساسية لدعم هذا الاقتصاد الناشئ، ولم توجد له ما يساعده علي البقاء والنجاح ومواجهة عواصف التغيير أو الفشل، وذلك عائد لعدة أسباب، منها: عدم اهتمام هذه الجهات لنجاح أو فشل المشروعات، واهتمامها لما يهمها من تحقيق العائد الخاص بالجهة خصوصاً جهات التمويل التي تهتم فقط لاسترجاع ما تم دفعه بأي وسيلة، حتي لو على حساب فشل المشروع، أو أصلا تكون قد مولت مشروعاً فاشلاً ولايحقق أي عائد اقتصادي على الشخص أو الدولة.
وهنا، نعتقد أن الدولة من الأجدر والأولى أن توجد جهات أو شركات حكومية بعدة قطاعات موجهة للاقتصاد ومنمية له، وتتبنى فئات كبيرة من المجتمع حتى النجاح على غرار شركات الفرنشايز وبدعم وتمويل الدولة اعلاميا وبيئيا وتحقق الشركة ربحها من نجاح المشروعات، وأن يتبنى صندوق الاستثمارات العامة الاستثمار بهذه الشركات، كما تم مع شركة أوبر التي ساهمت بتوفير عمل لفئات كبيرة من المجتمع.
آلية عمل هذه الشركات تكون بتجهيز وصناعة البنية التحتية من أجهزة ومعدات ومكائن، وتجهز أماكن حكومية بأماكن منافسة، وتجهز كافة التجهيزات المتممة لنجاح المشروع، وتشجع الشباب للاستثمار بها وتدعمهم وتجني ثمار هذه التجربة التي سوف تعود على الاقتصاد وتكون أحد أهم روافد التنمية ورؤية2030 وتخفيف الضغط على الاستيراد للتصنيع المحلي لكثير من احتياجات السوق من الآلات والمعدات الوطنية او المجهزة محلياً وبأيد وطنية والأمثلة على ذلك كثيرة؛ منها سيارات نقل السيارات وتجهيزها بأجهزة التواصل والملاحة ومركز الاتصال الذكي، وكذلك الصيانة على الطرق وتجهيزها بالفانات والمعدات اللازمة للصيانة على الطرق، وأجهزة الملاحة ومركز الاتصال الذكي، وكذلك الفود ترك أو المطاعم المتنقلة وتجهيزها بمعدات المطاعم والتوجيه الذكي وحجز أماكنها بالأماكن العامة وتنويع منتجاتها حسب الأسواق المستهدفة كالمطاعم أو مراكز القهوة أو غيرها، والأهم شركة لشراء منتجات الأفراد والأسر من الحرف اليدوية والمنتجات التي تنمي مقدرات الأسر وتسويقها بمراكز تسوق عن طريق شباب تحهز لهم مراكز تسوق تتبناها هذه الشركة وتتبني كامل تجهيزها وتحدد مقارها في المراكز المهمة بالدولة مثل المطارات والأسواق والفعاليات.
الأمثلة على ذلك كثيرة لاحصر لذكرها بهذا المقال، ولكن الهدف من هذا كبير هو فتح مجالات واسعة لاستثمار الشباب مع تجنب تعرضهم للفشل وتنمية استثمارات الدولة بالاقتصاد وتغطية اتجاهات نقص الكوادر غير الوطنية في السوق وتنمية القطاعات التي ترغب الدولة تنميتها، وزيادة المحتوى المحلي سواء بالتصنيع المواجه وتغطية احتياج السوق من الشباب.
** **
Kalattallah@