فهد بن جليد
لم استغرب أن تُقدم جمعية الحاج والمُعتمر هذا العام «الكبسولة الفُندقية» لحجاج بيت الله الحرام، كمُنتج عصري وحديث، تقوم فكرته على تقليل مساحة وحجم الوحدة المُخصَّصة للنوم إلى الحد الأدنى 220 سم في الطول، و120 سم في العرض، ومثلها في الارتفاع، بحيث تُصبح حلاً اقتصادياً مثالياً في الأماكن المُزدحمة كالمطارات ومحطات القطار واستراحات الطرق السريعة.
مُنذ سنوات تعرّفت عن قرب على الخدمات النوعية والمُبتكرة التي تقدّمها جمعية الحاج والمعتمر بقياد مديرها العام الشيخ منصور العامر وفريقه الذي يُذهلنا في كل مرة بمنتجات وأفكار وحلول جديدة وعصرية، زُرت مبناها أكثر من مرة، ولمست الروح الابتكارية، وشغف خدمة الحجاج والعُمّار بطريقة متقدمة لدى القائمين على الجمعية في اختيارهم للخدمات النوعية، فهم يقدّمون مثالاً نموذجياً لتسخير التقنية في خدمة ضيوف الرحمن، تماشياً مع رؤية المملكة 2030، في التحول نحو المجتمع المعرفي والتقني.
دراسة هذه الفكرة وتقويم فعاليتها من قبل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، خطوة عملية وعلمية أخرى على أرض الواقع، تُنبئ بإمكانية تعميم الفكرة والاستفادة منها في المُستقبل القريب، هذا نموذج فاعل لكيفية تقديم التجارب والتفكير خارج الصندوق من أجل خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين، وخصوصاً أنَّه تم طرح الفكرة مُنذ شهر رمضان الماضي، فما أحوجنا إلى أن تلتفت المؤسسات والجمعيات الخاصة بخدمة الحجيج إلى البحث عن مثل هذه الأفكار النوعية وطرحها، وعدم الاتكال والاعتماد على الأفكار والحلول التقليدية.
الشيخ منصور يُسافر وفريقه إلى الصين وغيرها كل عام - مُنذ سنوات طويلة - يجول ويصول هناك، ليفتش عن فكرة مبتكرة ومُلهمة، يمكن أن تُغيِّر و تُحسِّن من تجربة ضيوف الرحمن في موسم الحج والعمرة، هكذا هم السعوديون في كل مجالاتهم وتخصُصاتهم، شغفون لاكتشاف مُفردات وأدوات العصر الحديثة، من أجل راحة ضيوف الرحمن، هذا نموذج واحد لجمعية واحدة، نُلجمُّ به أفواه المُتشدِّقين، فآلاف السعوديين يعملون في هذه الجمعية، يقدّمون ملايين الخدمات الإبداعية على مدار الساعة على أسس منهجية وعلمية، بما يُعدل تقديم خدمة «كل ثانيتين» لحاج أو مُعتمر، بمثل هؤلاء نفتخر، ولا عزاء للمُزايدين.
وعلى دروب الخير نلتقي.