د.عبدالعزيز العمر
السؤال الكبير الذي يطرحه البعض هو: هل لدينا اليوم مشروع نهضوي واعد ننتظر منه أن يحول المملكة العربية السعودية -إحدى دول العشرين ( G-20 )- إلى نمر آسيوي؟ في اعتقادي أنه يوجد لدينا (نواة) أو (إطار عام) لهذا المشروع النهضوي، هذا الإطار حددته رؤية 2030 التي وضعها وصاغها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. كل دول العالم الأول المتقدم انطلقت في بداية تطورها من رؤية وطنية رسمت ملامح مشروعها النهضوي. فهذه اليابان -مثلا- تتراجع عن قرارها السابق الذي قيد أو حد من استقدام وتوظيف باحثين وأساتذة جامعيين أجانب. وهناك الصين أيضًا التي انطلق مشروعها النهضوي من دعوة العلماء والباحثين الصينيين للعودة إلى وطنهم للمشاركة في صناعة المشروع النهضوي الصيني، كما انطلق المشروع النهضوي الصيني من تطوير تعليم العلوم والرياضيات، خصوصا في المراحل التعليمية المبكرة.
ويعد مشروع الملك عبدالله للابتعاث أحد أهم مشروعاتنا الوطنية التطويرية، ولكنه للأسف أتي منفصلاً ومعزولاً (stand alone) عن أي تصور لمشروع نهضوي شامل، ولعل أبرز مهددات هذا البرنامج هو محاولة البعض أدلجته والتشويش عليه. في ظني أن المطلوب اليوم هو أن تكون رؤية 2030 التي تحظى بدعم سياسي هي المظلة أو المرجعية لمشروعنا النهضوي، لم يعد من المقبول اليوم أن تتفتت جهودنا التطويرية دون أن يكون لها مرجعية محددة. وأخيرًا نؤكد أن من أهم عوامل نجاح أي مشروع نهضوي دعم التعليم، تمكين المرأة، ومحاربة الفساد، والقضاء على أي محاولة لأدلجة مشروعنا النهضوي وحرفه عن مساره، وهذا تحديدا ما يعمل عليه سمو الأمير محمد بن سلمان سدد الله جهوده وبارك فيه.