حمّاد السالمي
قرأت عن كتاب الحوالي الجديد: (المسلمون والحضارة الغربية) ولم أقرأه. أحمد الله أني معصوم من قراءة غثاءات وهرطقات القروسطيين في هذا الزمان، المعادين في الأصل لكل جديد، وكل حضارة إنسانية، وليس الحضارة الغربية وحدها. والكتاب من عنوانه يشي بموقف سفر الحوالي من الحياة؛ منذ أن خرج بشهادته الجامعية باحثًا عن مكان بين الكبار ولو بالمخالفة.. خالف تعرف. مخالفة السياسي، والشرعي، والحضاري، والإنساني. المهم أن يقال الشيخ الفلاني قال وقال. هذا ما تركه من انطباع عنه منذ غزو صدام حسين للكويت وتهديده أمن واستقرار المملكة، ونهجه في تأييد العمليات الإرهابية المتلبسة بالجهاد على أيدي عناصر القاعدة في أفغانستان وفي أراضي المملكة كذلك، وها هو يجدد ويعزز هذه المواقف الشاذة في كتابه المزعوم.
* ما أكثر الهرطقات والخزعبلات والغباريات التي رشحت من كتاب قوامه: (3000 صفحة في 8 مجلدات)، ويحمل اسم سفر الحوالي، الذي صمت حتى اليوم عمن هم خلفه، وآثر أن يحمل وزره وحده، ما يدل على أنه هو صاحب هذه الأفكار الشاذة، ومسوقها باسمه، من منطلقات فكرية وحزبية، ومن هوى في نفسه يحمله على طرح كهذا، ويوجهه هذه الوجهة المعادية لبلاده ودولته ومجتمعه.
* أي عاقل يقول بأن: (وزارة التعليم تحارب الفكر الديني)، و(هيئة السياحة تسير على نفس خط قوم نوح)، و(وجود مسجد للصلاة بجوار بنك شرك جديد)، و(يطالب بإحياء العمليات الاستشهادية)، و(يدعو إلى الطائفية)، و(يصف رموز القاعدة وداعش والنصرة بالمجاهدين)، و(يشرع تعاون الإرهابيين من داعش والقاعدة مع إيران)، و(يشبه الحكم الملكي بحكم كسرى وقيصر)، و(يبرر إسقاط الدولة العثمانية للدولة السعودية الأولى، ويدافع عن تدميرها للدرعية وقتلها الإمام عبد الله بن سعود)، و(يدعي أن السعوديين يسمون - تركي - تمجيدًا للأتراك)، و(يُحرّم الابتعاث)، و(يدعو إلى التحالف مع طالبان وتركيا)، و(يطالب بإلغاء الإجازات لمنع سفر السعوديين إلى الخارج)، و(يدعو إلى ضرب المرأة، ولا يغرم الزوج على ذلك)، و(يطالب بإلغاء أي قانون يمنع شراء الجواري والعبيد)، و(يدعو إلى اسم جديد للمملكة: المملكة الإسلامية المتحدة)، و(يطعن في هيئة كبار العلماء)، و(يرى أن مشروع نيوم يخدم إسرائيل)، و(يرى أن المملكة سوف تتحول في 2025 إلى دولة مستوردة للنفط)، و(يتهم الدولة بأنها تستغل الحج والحجاج)، و(ينقل عن قناة إيرانية قولها: إن الفقر في المملكة أكثر من دول فقيرة كثيرة)، و(يزعم أن نسبة المالكين للمساكن في المملكة أقل من 15 0/0)، و(يطالب بفك ارتباط الريال بالدولار أو سلة العملات، ومنع البنوك الأجنبية والاستثمار الأجنبي)، و(يدعي أن الرئيس الأميركي أجبر السعودية على التكفل ببنكه)، و(يزعم أن وزير الخارجية الأسبق يمتلك نصف رأس مال أرامكو)، و(ينكر القول بشهيد الواجب وشهيد الوطن)، و(يستغرب حضور المرأة مجلس الشورى)، و(يستنكر إنشاء هيئة للترفيه)، و(يقول إن إسرائيل تلقي المخدرات على شواطئ جدة وجازان وضبا لكي يدمن عليها الشباب)، و(يطالب بأن يكون السفراء كلهم من الدعاة، وتحويل الإعلام إلى دعوة)، و(ينادي بحظر استقدام الكفار إلى جزيرة العرب)، و(يصف الشيعة بأنهم مستنقعات جانبية على ضفاف نهر السنة العظيم)، و(يتهم الشيعة السعوديين بالغش والتزوير حيث يولّدون نساءهم في أمكنة غير أمكنتهم)، و(يزعم أنه يجب دينًا محبة الأتراك ومساعدتهم سياسيًا وماديًا)، و(يرى حظر أي تهمة إعلامية للأتراك مثل مقولة: الاستعمار التركي، أو الاحتلال التركي)، و(يطالب بعدم الإنكار على الإخوان المسلمين فضلهم وجهادهم، ولا نسميهم جماعة إرهابية)، و(يصف الجزيرة العربية بأنها مستعمرة من أميرك)..! هذا قليل من كثير من (الغُباريّات الحوالية).
* أي جنون هذا.. أي غثاء هذا.. أي غُباريّات وحماقات هذه؛ يتولى كبرها رجل طاعن في سنه ومريض، وظل طيلة حياته يتقلب بين الحزبيات الحركية الفاسدة المفسدة، من السرورية إلى الإخوانية، إلى أن يجود عليه أربابها المتترَكون بتدبير أمر هذا الكتاب الفلتة، وطباعته ونشره من تركيا، الدولة التي لا يرى صاحب الكتاب لها مثيلًا في قديم الزمان ولا جديده..؟!!
* أعتذر لكم كوني أوردت لكم ما يزكم ويغث. عذري أني أردت المساهمة في كشف شخصية قد تكون وهمية على غرار (هلكوني) الشهيرة للدكتور موافق الرويلي. سوف تكتشفون أن من (هلكنا) في كتابه المزعوم يحرض على ضرب المرأة، ويحلم بشراء الجواري والعبيد، ويتقمص كل الشخصيات التي نعرف أو لا نعرف، فهو عالم شرعي، وسياسي، واقتصادي، واجتماعي، وحقوقي، وتاريخي، وكل شيء، وهو فوق هذا وذاك ماضوي، يعيش في زمن حضارة إنسانية ليست له ولا للحزب الإخواني الذي يُخلص له، ولا حتى لمجاهديه القتلة في القاعدة وداعش والنصرة..! ولله در أبي العتاهية الذي قال:
كَأَنَّكَ لَستَ تَعلَمُ أَيُّ حَثٍّ
يَحُثُّ بِكَ الشُروقُ وَلا الغُروبُ
وَكَيفَ تُريدُ أَن تُدعى حَكيماً
وَأَنتَ لِكُلِّ ما تَهوى رَكوبُ
وَما تَعمى العُيونُ عَنِ الخَطايا
وَلَكِن.. إِنَّما تَعمى القُلوبُ