رقية سليمان الهويريني
في الوقت الذي تستعد المملكة لدخول مرحلة التغيير والتجديد والتحضر عبر حراك إنساني نشط ورؤية ثاقبة تتسم بالحزم، وتأكيدٍ على محاربة الفساد، وإصرار بالقضاء على جيوب التطرف، وعزم على إنهاء فترة الصحوة التي تسببت بالتقهقر لنهضة بلدنا؛ في هذا الوقت بالذات تتطفل بعض الدول وتتدخل بصفاقة في السياسة التي تنتهجها الحكومة لتيسير حال البلاد ومصلحة العباد، وتتهمنا بخرق حقوق الإنسان باللمز في الأساليب التي تتخذها الحكومة مع بعض أبناء شعبها الذين اقترفوا خطيئة أو أخلوا في العقد الاجتماعي المشروع. وتشكك بنزاهة القضاء السعودي بناء على معلومات مضللة.
وما فعلته حكومة كندا بالتدخل في الشأن المحلي لبلادنا يعد مخالفة صريحة لقانون عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية الذي أُعلن سنة 1981، واستخدام حقوق الإنسان كوسيلة للتدخل في بلدنا يعد مخالفة أُخرى لميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن كونه تجاوزًا صارخًا على سيادة الوطن! وتعد ردة فعل الحكومة السعودية بتعليق كل النشاطات التجارية والاستثمارية طبيعية، بل ضرورية، فهي تمارس حقها المشروع أمام من يتطاول على سيادتها في كيفية تنفيذ قوانينها، وتقف سدًا لحماية أمنها الوطني، وترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية.
ولا شك أن موقف المملكة العربية السعودية الحازم من التصرفات الكندية الرعناء هو موقف العزة والثأر للكرامة والتعامل مع الدول بالندية والغضب حين يُساء إلى سيادتها واستقلالها، وهو موقف القوة والفخر والشموخ.
وكما هي بلدنا بلاد الإنسانية وملاذ الضعفاء والمقهورين فهي في الوقت ذاته بلد الحزم والكرامة، وهي أحرص على مصلحة أبنائها من الآخرين، حتى لو كانوا مخطئين.
ولعل ما حصل من توتر في العلاقة مع كندا واتخاذ إجراءات سعودية صارمة وحازمة وسريعة هو رسالة لكل دولة تتهور وتتدخل في شؤوننا الداخلية وتدافع عن مواطنين مدانين وتمس سيادة بلادنا الحبيبة، وأي طيش ورعونة هو نهاية للعلاقات الدبلوماسية وقطع للمصالح المشتركة.