متأكد أن الشيء الذي لا يمكن أن يختلف عليه من ابتسم له الحظ بمعرفته أو مزاملته أن الأخ والزميل المربي الفاضل عبدالرحمن صالح المصيبيح - عليه شآبيب الرحمة - يُعد أحد أبرز رموز العمل الصحفي الميداني، ونموذجًا يحتذى في الالتزام، وعلامة فارقة في الصدق والأمانة، وقدوة في المجالين التربوي والصحفي.. عرفته منذ أكثر من (25) عامًا فعرفت فيه وعنه البساطة والبشاشة والشهامة.
- جاء لعالم الصحافة عاشقًا فبادلته المشاعر نفسها، وعاش لـ(الجزيرة) فاحتضنته وأحبته، ولم تشغله قصة عشقه الدائم في العمل الميداني عن الواجب الاجتماعي والإنساني والأخلاقي تجاه معارفه وزملائه ومحبيه؛ فكان قمة سامقة في العطاء والبذل والوفاء!
- كنت أحرص على أن أعرج عليه في مكتبه في صالة التحرير للسلام والاطمئنان فأجده إما منكبًا على (تفريغ) مادة، أو إعادة صياغة، أو قارئًا للقرآن. جمعني به تكليف بعمل ميداني مع المصور الزميل فتحي كالي لتغطية زيارة أمير منطقة الرياض سمو الأمير فيصل بن بندر لمحافظة مرات، فكان نعم الموجه والمتابع والحريص لدرجة أنه ظل حتى منتصف الليل - وهو غير المتفرغ - على اتصال بي للاطمئنان على وصول المادة حتى (بروفة) النشر، ويومها قادني فضولي إلى أن أسأله عن سبب عزوفه عن المراكز القيادية ليقيني أنه يستحق قياسًا بأهليته وأقدميته وخبرته فقال لي - يرحمه الله -: «أتيحت لي الفرصة إلا أنني أجد متعة في العمل الميداني، أخشى أن لا أجدها خلف المكاتب». رحمة الله عليه؛ لقد زهد في المناصب والمكاتب، وآثر الميدان، فكان فارسه بلا جدال.
- رحمك الله أبا بدر، وأسكنك فسيح جناته.. ونقدم خالص العزاء والمواساة لإخوان الفقيد العميد عبدالعزيز وخالد وللدكتور سعود وللزميل أحمد وبقية إخوانه وأبنائه بدر ونواف ومشاري ومشعل - شفاه الله - وشقيقاتهم، وإلى حرمه المصون.