نشر الصحفي الزميل عبد الله الذيب في حسابه بتويتر تقريرا كعنوان هذا المقال تحدث من خلاله عن أمثلة للخطابات الشعبوية العالمية، وكيف لها أن تصنع الفكر وتسيطر على الوعي، ولمن أراد الاستزادة عليه أن يزور معرف الزميل الشخصي بتويتر.
أتذكر أنني كتبت في عام 2012 مقالا بعنوان «الفضاء السعودي»، وكنت أتحدث من خلاله عن الكوميديا السوداء التي تنتشر في ذلك الوقت حتى أصبحت لزمة إعلامية واجتماعية، وأقصد على سبيل المثال «أم ركب سودا» و»أبو سروال وفنيلة» واعتقد أنكم تعرفون هذه المصطلحات جيدا.
قصدت وقتها أن هناك جهات خارجية تتدخل في صناعة الرأي الشعبوي ومتخصصة في تأليف «النكتة السوداء» وهي النكتة السياسية ذات الطابع الساخر السياسي أو الحقوقي المتذمر. وأتساءل الآن مع الحراك الذي صنعته رؤية المملكة المباركة 2030 وفي ظل الحروب التي تشارك فيها المملكة لحماية الشرعية باليمن والمواجهة القوية والحازمة التي أبدتها مع بعض صغريات الجزر المجاورة !
في الحقيقة أن معرفات التأثير على الرأي العام السعودي بازدياد ملحوظ ، ولك عزيزي القارئ أن تحصل على الأرقام الصادرة من الجهات المختصة بالمملكة التي تبين العدد الهائل من الحسابات الخارجية التي تصنع الهاشتاق وتوصله إلى الترند، وهي كلها حسابات ليس لها أي علاقة بالرأي السعودي.
الغريب في الأمر أنهم يتذاكون في صناعة الرأي، وقد حدثت لي قصة بطلها كان غبيا بامتياز كغباء أسياده، حيث ابلغني أحد الأصدقاء عن وجود حساب باسمي الشخصي بتويتر وصورتي يغرد في مواضيع سياسية وأمنية ! وحين اطلعت عليه وجدته فعلا كما قال، وبالبحث حول الحساب وجدته قد قام بالحصول على صور بعض الكتاب عن طريق محرك البحث قوقل ، ويقوم بمشاركة الهاشتاقات والتغريد وكأنه شخصية سعودية، ولكن لغبائه ظهرت لكنته من خلال كتاباته وهو من إحدى الدول العربية ، حينها أيقنت أنه من دولة مجاورة استخدمت المملكة حقها «بالسيادة» وقامت بمقاطعتها، وبدوري قمت بنشر تغريدة أتبرأ فيها من هذا الحساب، وقمت بإبلاغ الجهات المختصة التي قامت بدورها وتفاعلت مشكورة .
أخيراً ما أريد قوله إن بلادنا منذ تأسيسها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز لم تكن دولة استبدادية بل اعتمدت على سياسة الباب المفتوح، قل ما بدا لك وانتقد كما تشاء، ولا يعني وجود هذه الحسابات المشبوهة أن نتوقف عن النقد، ولكن قبل أن تنتقد تأكد ممن يشاركك الرأي ويتعاطف معك ، فقد يكون أحد المجندين الذين يريدون مجاراتك للضرر ببلادك، والله الهادي إلى سواء السبيل.
** **
- خليل بن فرحان الذيابي