منيرة أحمد الغامدي
اقرأوا العنوان بابتسامة كما أفعل أنا الآن وتذكروا واعصروا تفكيركم لاستحضار من تستطيعون من الأنذال في حياتكم. أنذال في مجال العمل ومن الأقارب والمعارف ومن بائع بقالة إلى التاجر الكبير، وأنذال من جار قريب إلى من يسكن بلداً بعيدا ذهبت إليه سائحًا أو طالبًا أو لأي سبب كان، إلى نذل عابر مررت به في طريق فلم يهن عليه أن تمر الدقائق بدون أن يضع له بصمة في حياتك لكن أسوأهم في نظري وهو الأنذل الذي استحثني للكتابة بابتسامة سخرية مع قليل من ابتسامة امتعاض مع نوع آخر، فالابتسامات أنواع أيضًا كما تعلمون.
نعود لأسوأهم وهو ذلك النذل الذي يشبه من يأتي في آخر أفلام الرعب، ذلك المجرم الذي يتضح للبطل أنه أسّر إليه بكل شيء من مخططاته وخطواته ليكتشف أنه زعيم العصابة وأنه مجسم حيّ للمشكلة وهو يظنه الحل أو على الأقل أحد الحلول أو ربما في أضعف الإيمان جزءًا منه.
هذا النذل الذي لم تكتشفه إلا بعد مرور زمن ليس بالقصير، -وهو فعلا اكتشاف لأنه استعصى عليك عمرًا- أن كل (شخبطة) خططتها إليه فيما ظننته رسما لخارطة طريق كان يحوّله عقدة في حبل يسحبك به خطوات للخلف. وابتسم أكثر إذ كان بإمكان النذل من موقعه المرموق أن يشنقك وأنت تعتقد أنه يساعدك وستكون أيضًا حينها المشنوق المبتسم والبسطاء ذوو النوايا الحسنة يهللون ويكبرون لابتسامتك فهم لا يعلمون مثلك. وكلكم يفترض حسن النوايا.
تذكروا وأنتم تقرأون هذه السطور أسوأ الأنذال الذين مررتم بهم أو مروا بكم -والمرور أيضا أنواع- تذكروا كيف وثقتم بهم ومنحتموهم كل المفاتيح التي أغلقوا بها جميع الأبواب في وجوهكم حتى تلك التي كانت نصف مفتوحة أمامكم وأصدقوني القول أما زلتم مبتسمين؟
أما محدثتكم أو بالأصح كاتبتكم فأعتقد أني بلعت الابتسامة مع كثير من الغصة، والغصة أيضا وكما أعلم وتعلمون لها نوع واحد حتى لا تحاروا.