سمر المقرن
التشخيص السليم من الطبيب هو بداية علاج أي حالة مرضية، والتشخيص السليم لا يُمكن أن يتم دون إنصات الطبيب لتفاصيل الحالة وطرح الأسئلة والاستماع لها بشكل جيّد. أتحدث عن هذا بعد أن قرأت عن دراسة نشرتها مجلة Journal of General Internal Medicine تذكر فيها أن متوسط إنصات استماع الأطباء للمرضى لا يتجاوز 11 ثانية، وقبل أن أكمل أود التوضيح بأن الأطباء المعنيين هم عينة الدراسة وعددها 112 اجتماعا مسجلاً بين أطباء ومرضاهم، لذا وجب التنويه أن الفكرة لا تخص جميع الأطباء. لكن هذه العينة تعطينا مؤشرات لحالة موجودة وخطيرة للغاية تتضح في أن عدم سماع الطبيب للمريض يعني تشخيص غير صحيح وعلاج خاطئ وقد يكون لهذا مضاعفات صحية تندرج في رأيي الشخص ضمن بنود الأخطاء الطبية!
أنا شخصياً عندما أذهب إلى أي طبيب مهما كانت سمعته ولا يمنحني الوقت الكافي لشرح الحالة، أو لا يطرح عليّ الأسئلة التي أرى أن أجوبتها قادرة على إيضاح الصورة الطبية بالكامل فإنني لا أقبل منه علاج، ولا أفكر بالعودة له، وأبحث عن طبيب آخر، والمشكلة هنا أن ليس جميع الناس لديهم الوعي الكافي بهذه الأمور، وقد يخسرون صحتهم أو لا سمح الله حياتهم جراء استهتار بعض الأطباء في سماع الحالة وتفسيرها وشرحها للمريض.
هذه الدراسة الحديثة جعلتني أعود في بحثي إلى دراسة نشرت قبل حوالي عامين عن معهد الطب الأمريكي، تؤكد على وجود شخص واحد بين كل 20 شخصا في أمريكا يحصلون على تشخيص متأخر أو خاطئ، ما أدى إلى أن هذه الأخطاء قد أسهمت بنحو 10% من حالات الوفاة.
أعتقد أن كثرة حالات المرضى، ولا أخص هنا المستشفيات الحكومية فقط، بل يحصل أحياناً في مستشفيات القطاع الخاص، أضف إلى ذلك سمعة بعض الأطباء القوية بين الناس، جعلت المهنة لدى -بعضهم- مجرّد تجارة يريد أن يربح منها بأكبر عدد ممكن من المراجعين، وهذا نادر لأن الأصل في الأطباء الخير والإنسانية، لكنها حالات موجودة وتحتاج إلى معايير رقابية عالية تحفظ سلامة البشر من هذه التجاوزات!