هالة الناصر
كثيرا ما أقرأ تعليقات مختلفة على أي قرار يصدر في تعيين موظف غربي لإدارة مشروع من مشاريعنا وأغلب هذه التعليقات مرحبة لثقتها بأن هذا المدير الغربي سيقود المشروع بنجاح، والحقيقة أن معهم حقًا في ذلك، لسبب بسيط، أنهم يعتمدون في الحكم والجزم بنجاحه من منطلق واحد وهو ثقتهم بالبيئة التي أتى منها، البيئة التي تحمل أكبر كمية من الأخلاق والضمير المهني المعتمد بشكل رئيسي على الرقيب الذاتي، يرتكز المدير الغربي في بداية عمله على بناء بيئة عمل تعتمد على الأخلاق المهنية كبنية تحتية أولى لا يساوم ولا يتنازل عنها مهما كانت الظروف، يعرف كيف يعزل الأمور الشخصية بينه وبين الموظف عن الأمور العملية ويعمم هذه الشخصية على الجميع، لا مجال للمحاباة والواسطة والتراخي، لا يبحث عن الراحة والمميزات الإدارية التي تسمح له أن يرضى بنتائج مرضية لمديره ولكنه يضع للمنشأة أهدافًا قصوى بعيدًا عن راحته الشخصية قد تلزمه بالعمل في مكتبه لأيام متواصلة دون كلل أو ملل لتحقيق تحدٍ خاص أمام نفسه وليس أمام الآخرين إذ إن الآخرين ليسوا في حساباته ولا يعنونه بشيء أبدًا، طبعا هذا لا يعني نجاح كل موظف غربي ولا يقصد به فشل كل مدير عربي، ولكننا نتحدث عن السواد الأعظم، نشعر بحنين بالغ لعودة الأخلاق المهنية التي فقدناها كثيرًا تلك التي تجمع بين نظام العمل وروحه، لا تعزل روح الفريق الواحد عن مدير الفريق، تؤسس لعلاقة عمل أسرية، تركز على الموظف ورفع كفاءته بعيدًا عن أي أحكام مسبقة يكون فيها المدير مثل الأب أو الأخ الأكبر الذي لا يعزل نفسه عن إخفاق أي موظف من موظفي إدارته، تطور العلم الإداري وتقدم الكثير من المدراء الغربيين لتحقيق نجاحات كاسحة ومؤثرة جعلت منهم مطمعًا لدور النشر في التكسب من بيع تجاربهم عبر العديد من الكتب، إلا أنك عندما تفكر بأي مدير عربي تستحق أن تطبع تجربته في كتاب ينكسر قلبك ألما لقلتهم ولعدم وجود نجاحات لافتة يمكن أن يستفاد منها!