موضي الزهراني
مازال الكثير من المرضى السعوديين وكبار السن يتجهون وبقوة للخارج وخاصة «لدول الاتحاد الأوروبي» وذلك بحثاً عن العلاج التأهيلي وخصوصاً «المصابين بالجلطات الدماغية والقلبية، والعاجزين عن الحركة بسبب الحوادث» ومع الأسف الشديد قابلت كثيراً من الأمهات والزوجات المرافقات لمرضاهن على مدى سنوات مضت، وهذه السنة أيضاً ووجدت أن الشكوى من القصور في العلاج التأهيلي لدينا هو السبب لسفرهم للمصحات الأوروبية بالرغم من تكبدهم لصعوبة السفر وتكاليفه لمدة تصل لشهور بحثاً عن الشفاء! وما زالت الشكوى قائمة إلى الآن بالرغم من إمكانات بلادنا الطبية والبشرية! والمؤسف لا يوجد لدينا سوى مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية كمدينة طبية متخصصة للعلاج التأهيلي وتقع في منطقة الرياض، وتعاني من ضغط الحالات الراغبين في العلاج لديهم، فكيف بمصير حالات المناطق الأخرى؟ إلى جانب شكوى الكثير من المرضى بعدم مهنية العاملين فيها من الاهتمام بحالة المريض وانشغال البعض منهم بأجهزة الجوال بدلاً من التركيز على مدى استفادة المريض من الوقت المخصص له للعلاج! فأعطوا صورة سيئة عن إمكانات وخدمات هذه المدينة الطبية العالمية مما يحتاج تدخلاً أقوى لإعادة النظر في مهنية وأمانة العاملين فيها! إلى جانب ما لاحظه كثير من أهالي المرضى من دور محدود لوزارة الصحة في هذا المشروع الطبي الضخم وعدم الاستفادة من الشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء مصحات ذات مستوى عالٍ، وجذب العوائل السعودية والخليجية للعلاج لديها بدلاً من توجههم سنوياً بمرضاهم للخارج وقد يتم استغلالهم واستغفالهم بسبب اللغة والفهم الخاطئ للخطة العلاجية! ومن خلال هذا الواقع المؤلم الذي عايشته شخصياً سابقاً وكذلك خلال هذا الشهر من إحدى المصحات العلاجية بالتشيك وما شاهدته من تكدس للحالات المرضية لسنوات وشهور طويلة، أتمنى من وزير الصحة المخلص معالي الدكتور توفيق الربيعة وتحقيقاً لرؤية 2030 ومبادراتها الوطنية المتنوعة إعطاء التوجيه للاهتمام أكثر بالمشاريع الطبية التأهيلية والاستفادة من نوعية المناخ في المنطقة الجنوبية لدينا كمثال والذي لا يقل جمالاً وروعة عن المناخ في الكثير من الدول الأوروبية وإنشاء كتجربة «مصحة تأهيلية» وذلك بالتعاون مع رجال الأعمال في تلك المنطقة والذين لن يألوا جهداً في نجاح هذا المشروع الإنساني وكسب مرضاهم بالداخل «فهذه المبادرة وطنية طبية» وستحقق الأرباح البشرة والمادية للوطن بدلاً من هدرها بالخارج!