د. خيرية السقاف
الانضباط في العمل إن لم يكن نابعاً عن التزام الموظف بقيم الوقت, والأمانة, وحق الوظيفة، وأمانة التكليف, وثقة النفس, والرئيس, وكل من له علاقة بوظيفته, فإنه يأتي عن التوجيه, وفرض الإلزام, فالعقوبة إن لم يخضع لتعليمات المسؤولية, فإن فعل يكون ضابطه القناعة, واليقين, واحترام الذات فالنظام, وواجبات الأداء, إحساس يقظ بالدور, واحتمال مكين للواجب..
فحيث يكون موقع عمل, وواجب مسؤولية, ووظيفة يملأ مكانها إنسان يكون القائد هو القدوة, فرئيس الدائرة نموذج لمن معه, ومحرك السرب من ورائه..
هذا القائد حين يتسيب في عمله, يماطل, ويتأخر, ويغادر مبكراً بعد أن يأتي متأخراً, يستغل سلطته, ويمعن في التنعم بها, يغلق بابه متى يشاء, ولا تعلم إن كان في داخل حجرته غالباً تخدع مراجعيه وإن هم من موظفي دائرته كلمة موظف استقبال مكتبه, أو حمرة «اللمبة» على رأس بابه, هذا القائد تجد الانضباط معدوماً في مؤسسته,
أما عندما يكون في مهامه مثابراً, وبابه مفتوحاً, أو موارباً يُمكِّن المرتاد من الثقة في حضوره, ويكون أول من يأتي إلى العمل, وآخر من يغادره فإنه النموذج للاقتداء, يهابه الموظفون, ويتبارون في الاقتداء به, ويحترمه كل من لاه علاقة بعمله..
بلا ريب, ومن بداهة القول إن الانضباط قيمة وسلوك, مسؤولية, وتطبيق, إنه فضيلة من الخلق, وشكل من صفاته, وخصيصة للأمناء في شعوراً, وفكراً, وأداءً..
ما كان الانضباط سلوكاً للإنسان، فإنه يسبغه على أفعاله ما تكون، ومواثيقه ما عاهد..
إن كلمة المنضبط صادقة، والثقة فيه مكينة، وتكليفه بالأمانة اطمئنان، ومحصلة أدائه مكسبٌ وكما يكون الانضباط في العمل قدوة، واقتداء، فإنه في أمور الحياة، وعلائق التعامل كذلك..فما نصيبنا من الانضباط؟!..