فيصل خالد الخديدي
إن ما حدث قبل أيام في معرض (داون تاون) الذي أقيم بمركز الأمير سلطان الحضاري ضمن فعاليات صيف خميس مشيط، من إتلاف لأعمال الفنانين المشاركين في المعرض تحت مرأى ومسمع من المنظم، أمر مخز وغير أخلاقي ولا حضاري ويستوجب العقوبة والوقوف على أسبابه ومحاسبة من يقوم بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة التي بدأت في الظهور في أكثر من مناسبة بمناطق مختلفة محلياً، وما يزيد الأمر سوءًا وحزناً أن مشاركة الفنانين في المعرض بأعمالهم تطوعاً بالمجان -كما جاء في خبر عن الواقعة بموقع العربية نت- وهي ليست الحادثة الأولى التي يبادر فيها الفنانون بالتطوع بأعمالهم ويقابلون بقلة التقدير والامتهان لهم ولأعمالهم، ولعل ما حدث من أمانة إحدى المحافظات السياحية قبل أشهر من امتهان لأعمال الفنانين الشباب المبادرين باجتهادات من رسومات جدارية لم تكتمل وطمس بعضها دون احترام لجهد الفنانين المبادرين أو إشعارهم بذلك هو امتهان للفن واستهتار بجهد الفنانين وعدم تقدير لهم ولا لفنهم.إن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وإن بدرت من مسؤولين فإنها تستوجب المحاسبة والردع لعدم تكرارها، لأنها تصرفات مسيئة تفتقر لأدنى درجات الاحترام الإنساني إضافة إلى أنها تتنافى مع رؤية المملكة في دعم الفنون والاستثمار في الثقافة والفن وتقدير القائمين عليها ودعمهم.
مثل هذه التعاملات غير الجيدة مع الفن والفنانين ومنجزاتهم واحترامها يتحمل الوزر الأكبر فيها المؤسسات أو الأفراد الذين قاموا بهذه الإساءة، ولكن ذلك لا يعفي الفنانين من شيء من المسؤولية فقبولهم بالعمل بالمجان دونما عقود واضحة مع الجهة المنظمة هو انتقاص لفنهم وتقديرهم فالشيء الذي يأتي بالمجان يذهب بلا حساب ولا ثمن، ليس معنى ذلك أن يكون الفنان ماديًّا بحتًا ولكن أدنى درجات الاحترام أن يكون هناك عقد ملزم بينه وبين جهة التعامل لحفظ أبسط حقوقه الأدبية والفنية، ومثل هذه القضايا أيضاً تعيد إلى الواجهة علاقة الفنان مع المؤسسات الثقافية والقيام بدورها الحقيقي في أن تكون الجهة الرسمية الحافظة لحقوق الفنان والضامنة للجهة المستفيدة جودة منتج الفنان دون تمايز أو شللية يستفيد منها جميع الأطراف وتنظم العملية الفنية وتحفظ حقوق الفنانين.