«الجزيرة» - محمد السنيد / تصوير - فتحي كالي:
أكد معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أن المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- لا تقبل الإملاءات ولا التدخل في شؤونها الداخلية, مشيراً إلى أن الأزمة بين المملكة وكندا أمر فرض علينا بسبب التدخل السافر وغير المقبول من كندا في شؤون المملكة الداخلية, التي بدأت بما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة بشأن ما سمَّته نشطاء المجتمع المدني الذين تم إيقافهم في المملكة مطالبة بالإفراج الفوري عنهم. ووصف معاليه هذا التدخل من كندا بالأمر غير المقبول وليس متعلقاً بأمور حقوق الإنسان, حيث يتعلق بأمور أمن الدولة كما أكدت عليه المملكة، وأن إيقاف المذكورين تم من قبل الجهة المختصة وهي النيابة العامة لاتهامهم بارتكاب جرائم توجب الإيقاف وفقاً للإجراءات النظامية المتبعة التي كفلت لهم حقوقهم المعتبرة شرعاً ونظاماً، ووفرت لهم جميع الضمانات خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معاليه بمقر وزارة الخارجية في الرياض أمس , حيث أوضح معاليه أن الأشخاص الموقوفين تواصلوا مع جهات خارجية، وقاموا بتجنيد أشخاص في مناطق حساسة للحصول على معلومات وإيصالها لجهات معادية للمملكة العربية السعودية لاستخدامها ضد المملكة, مؤكداً أن المملكة تحترم جميع الآراء وتقبل الانتقادات إذا كانت في محلها ولكن لا تقبل الإملاءات, مشيراً إلى أن المملكة لا تحاول فرض مبادئها على أحد, إذ حصلت المملكة على دعم دول مجلس التعاون باستثناء دولة قطر, وحصلت على دعم الجامعة العربية, ومنظمة التعاون الإسلامي, وأن على كندا أن تفهم أنّ ما قامت به غير مقبول على المملكة والدول العربية.
وأوضح معالي وزير الخارجية أن المملكة اتخذت هذه الإجراءات لتوضح لكندا أنها لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية, والذي على أثره تم سحب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كندا, واعتبار السفير الكندي في المملكة شخصاً غير مرغوب فيه, وإيقاف الاستثمارات والتجارة معها, كذلك إيقاف الرحلات المدنية بين المملكة وكندا, كما أن العمل قائم على سحب الطلبة والمرضى من كندا إلى دول أخرى, مبيناً أن الجهات المعنية ستقوم بذلك بكل مهارة وجدية, مجدداً التأكيد على أن تصرفات كندا تصرفات غير مقبولة, وأن المملكة العربية السعودية دولة لها سيادتها ومكانتها ولا تقبل الإملاءات ولا التدخلات في شؤونها الداخلية, وعلى كندا أن تغير سياساتها ونهجها في تعاملها مع المملكة.
وأكد الجبير أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - حريصة على المواطنين ولن تبخل في تقديم كل الدعم والمساعدة لهم في كل المجالات, مشيراً إلى أنه وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - تم إنشاء غرفتي عمليات في سفارة المملكة في كندا وفي وزارة الخارجية, وذلك لمراعاة مصالح السعوديين المتضررين في كندا, وتقديم كل المساعدة والدعم في المجالات كافة.