ماذا أكتب والقلم يأبى أن يعدد مآثر ومحاسن الراحل الكبير الأستاذ عبد الرحمن المصيبيح -رحمه الله رحمة واسعة- على مدار أكثر من عشر سنوات جمعتنا جريدة الجزيرة في قسم المحليات، فكان نعم الأخ الوفي ذو الخصال التي قلّما تجدها في هذا الزمان، لم يترك الزملاء قبلي شاردة ولا واردة إلا وسطّروها في حق الراحل المقيم أبي بدر، هكذا حال الدنيا، قبل ثماني سنوات وبالتحديد في العام 2010م حدثته -رحمه الله- بأن ابني محمد على أعتاب بداية المرحلة الدراسية وكان وقتها المدارس مزدحمة وخصوصاً في أحياء شمال الرياض ولا يوجد مقاعد إلا بشق الأنفس، ولا أنسى له بأن حضر إلى منزلي وأخذني وابني إلى مدرسة ابن البيطار الابتدائية بحي المروّج، ومن محاسن الصدف وجد شقيقه إبراهيم المصبيح أستاذاً في تلك المدرسة، وتم قبول ابني على يديه. توالت السنين وأبو در يسألني: إلى أين وصل محمد في الدراسة فقلت له في ثاني متوسط، فتبسّم -رحمه الله- وأرسل معي مبلغاً من المال لابني محمد كهدية تحفيزية ليواصل السير في التعليم بنفس المستوى الذي بدأه في الابتدائية. بعد أن سمعت نبأ الوفاة الحزين كلمت ابني محمد فقال لي: «يا بابا لازم نمشي نصلي في مسجد الملك خالد لكي نترحّم على أبي بدر، وفعلاً ذهبنا وأدينا الصلاة على أبي بدر ولم نعرف من أهله إلا الأستاذ إبراهيم، وذلك من باب الوفاء لهذا الرجل الإنساني الفريد المتميز في حياته. رحم الله أبا بدر وأسكنه فسيح الجنان، ونسأل الله العلي القدير أن يكتب كل ما قدّمه من خير للناس في ميزان حسناته «إنا لله وإنا إليه راجعون»
** **
علي عبد الرحمن إدريس - محرر صحفي سوداني