سعود عبدالعزيز الجنيدل
توقفني كلمات بين الحين والآخر، كلمات تتشكل لتكون أفكاراً ومعاني، كما وصفتها المقولة الجاحظية أنها « مطروحة على قارعة الطريق».
هذه الكلمات -إن صح التعبير- قواعد ألماسية حري بنا، فهمها فهماً عميقاً، وتعليمها لغيرنا، لا أزعم أنها من بنات أفكاري، حاشا وكلا، ولكني كما أسلفت آنفاً وجدتها على قارعة الطريق.
في هذه السلسلة من المقالات سأسرد هذه القواعد، تباعاً، على حسب ما تمليه مساحة المقالة.
• القاعدة الأولى: أنا لست أنت.
تبدو من تركيبتها سهلة، وغير معقدة، تحتوي على ضمائر، وأداة نفي، هذه تركيبتها الخارجية، ولكن ماذا عن معناها، وما فحواها؟.
هذه القاعدة أجدها في غاية الأهمية، لهذا احتلت صدارة القواعد الألماسية، ولنأخذ عليها مثالاً يشرح هذه القاعدة.
عندما يطلب الأب من ابنه أن يفعل مثله، سواء في دراسته، أو شخصيته، فهنا يخالف هذه القاعدة، فالابن ليس الأب، وما كان يفعله الأب في زمانه، قطعا لا يجب على الابن فعله، فالزمان غير الزمان، والمكان غير المكان، والظروف جميعها تغيرت.
• القاعدة الثانية: ليس شرطاً أن تقتنع بما أقتنع به.
وهذه حقيقة قلما يدركها الآخرون، فكل شخص لديه قناعات، تختلف عن الآخرين، قناعات تحكمها القراءات وسعة الاطلاع، وأمور أخرى، فعندما أقتنع من شيء ما، فهذه قناعتي لا قناعتك، ولا يتحتم عليك مجاراتي في قناعاتي.
• القاعدة الثالثة الاختلاف أمر طبيعي بين البشر.
وهذه حقيقة أثبتها التاريخ، فلا يمكن بحال من الأحوال، أن تجد حقبة زمنية لا اختلاف فيها بين أربابها، فهذه سنة الكون، ولا تملك أن تفعل شيئاً حيالها.
• القاعدة الرابعة معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم.
يظن البعض أنه يملك الحق لتغيير الآخرين، فبمجرد معرفتهم، يستطيع تغييرهم، وهذا بكل تأكيد، خطأ، فنحن شعوب وقبائل لنتعارف، ونتعايش، ولا نجبر أحدا- إن كنا قادرين على ذلك- على العيش مثلنا.
• القاعدة الخامسة: ما يزعجك قد لا يزعجني.
وهذا مؤكد، فبعض التصرفات قد تزعجك ولكنها لا تزعجني، فنحن مختلفان، قد تؤثر فيك كلمة ما، وأنا قد أسمع وابل من الكلمات، ويكون الوضع عندي في نطاقه الطبيعي، والعكس صحيح، وكذلك بالنسبة للمهام والمسؤوليات...الخ.
• القاعدة السادسة: الحوار للإقناع وليس للإلزام.
يخيل للبعض أن الحوار سلاح يلزم الناس به، وهذا غير صحيح، فالحوار عبارة عن إلقاء الحجج والبراهين العقلية، والعلمية...لإثبات وجهة نظر قائلها، من دون إلزام الآخرين بها.
يتبع...